للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فَالله تَعَالَى ذكر إِيمَانهم بِهِ إِذا نزل إِلَى الأَرْض فَإِنَّهُ تَعَالَى لما ذكر رَفعه إِلَى الله بقوله {إِنِّي متوفيك ورافعك إِلَيّ} وَهُوَ ينزل إِلَى الأَرْض قبل يَوْم الْقِيَامَة وَيَمُوت حِينَئِذٍ أخبر الْآيَة الزخرف الْآيَات ٥٩ ٦٥

فِي الصَّحِيحَيْنِ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ

يُوشك أَن ينزل فِيكُم ابْن مَرْيَم حكما عدلا وإماما مقسطا فيكسر الصَّلِيب وَيقتل الْخِنْزِير وَيَضَع الْجِزْيَة

وَقَوله تَعَالَى {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صلبوه وَلَكِن شبه لَهُم وَإِن الَّذين اخْتلفُوا فِيهِ لفي شكّ مِنْهُ مَا لَهُم بِهِ من علم إِلَّا اتِّبَاع الظَّن وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينا بل رَفعه الله إِلَيْهِ وَكَانَ الله عَزِيزًا حكيما} بَيَان أَن الله رَفعه حَيا وَسلمهُ من الْقَتْل وَبَين أَنهم يُؤمنُونَ بِهِ قبل أَن يَمُوت

وَكَذَلِكَ قَوْله {ومطهرك من الَّذين كفرُوا} وَلَو مَاتَ لم يكن فرق بَينه وَبَين غَيره

[معنى التوفي]

وَلَفظ التوفي فِي لُغَة الْعَرَب مَعْنَاهُ الِاسْتِيفَاء وَالْقَبْض وَذَلِكَ ثَلَاثَة أَنْوَاع أَحدهَا توفّي النّوم وَالثَّانِي توفّي الْمَوْت وَالثَّالِث توفّي الرّوح وَالْبدن جَمِيعًا فَإِنَّهُ بذلك خرج عَن حَال أهل الأَرْض الَّذين يَحْتَاجُونَ إِلَى الْأكل وَالشرب واللباس وَيخرج مِنْهُم الْغَائِط وَالْبَوْل والمسيح عَلَيْهِ السَّلَام توفاه الله وَهُوَ فِي السَّمَاء الثَّانِيَة إِلَى أَن ينزل إِلَى الأَرْض لَيست حَاله كحالة أهل الأَرْض فِي الْأكل وَالشرب واللباس وَالنَّوْم وَالْغَائِط وَالْبَوْل وَنَحْو ذَلِك

الْوَجْه الثَّالِث قَوْلهم إِنَّه عَنى بِمَوْتِهِ عَن موت الناسوت كَانَ يَنْبَغِي لَهُم أَن يَقُولُوا على أصلهم عَنى بتوفيته عَن توفّي الناسوت وَسَوَاء قيل مَوته أَو توفيته فَلَيْسَ هُوَ شَيْئا غير الناسوت فَلَيْسَ هُنَاكَ شَيْء غَيره لم يتوف الله تَعَالَى قَالَ

<<  <  ج: ص:  >  >>