للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَمن يقنت مِنْكُن لله وَرَسُوله وتعمل صَالحا نؤتها أجرهَا مرَّتَيْنِ وأعتدنا لَهَا رزقا كَرِيمًا} ٣١

قَرَأَ حَمْزَة وَالْكسَائِيّ / وَيعْمل صَالحا يؤتها / بِالْيَاءِ فيهمَا وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالتَّاءِ {نؤتها} بالنُّون وحجتهم فِي قَوْله {تعْمل} بِالتَّاءِ هِيَ أَن الْفِعْل لما تقدمه قَوْله {مِنْكُن} أجروه بِلَفْظ التَّأْنِيث لِأَن تَأْنِيث {مِنْكُن} أقرب إِلَيْهِ من لفظ {من} وَحجَّة من قَرَأَ {يعْمل} بِالْيَاءِ إِجْمَاع الْجَمِيع على الْيَاء فِي قَوْله {من يَأْتِ مِنْكُن} {وَمن يقنت} فَردُّوا مَا اخْتلفُوا فِيهِ إِلَى مَا أَجمعُوا عَلَيْهِ

وَأما من قَرَأَ بِالْيَاءِ فَإِنَّهُ حمل الْكَلَام على لفظ {من} دون الْمَعْنى وَمن قَرَأَ بِالتَّاءِ فَإِنَّهُ حمل على الْمَعْنى دون اللَّفْظ لِأَن معنى {من} التَّأْنِيث وَالْجمع وَمِمَّا يُقَوي قَول من حمل على الْمَعْنى فأنث اتِّفَاق حَمْزَة وَالْكسَائِيّ مَعَهم فِي قَوْله نؤتها فحملا أَيْضا على الْمَعْنى وَلَو كَانَ على اللَّفْظ لقالوا {نؤته} فَكَذَلِك قَوْله وتعمل كَانَ يَنْبَغِي أَن يحمل على الْمَعْنى وَحجَّة من قَرَأَ {نؤتها} بالنُّون هِيَ أَن الْكَلَام جرى عَقِيبه بِلَفْظ الْجمع وَهُوَ قَوْله {وأعتدنا لَهَا رزقا كَرِيمًا} فأجراه على لفظ مَا أَتَى عَقِيبه ليأتلف الْكَلَام على نظام وَاحِد

وَحجَّة من قَرَأَ / يؤتها / بِالْيَاءِ هِيَ أَن الْكَلَام جرى عقيب الْخَبَر من الله فِي قَوْله {وَمن يقنت مِنْكُن لله وَرَسُوله} فَكَانَ قَوْله / يؤتها / بِمَعْنى يؤتها الله لمجيء الْفِعْل بعد ذكره

<<  <   >  >>