للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مظْهرا وَقد تقدم مظْهرا وَذَلِكَ للتعظيم والتفخيم ولمعنى التَّعَجُّب الَّذِي فِيهِ وَكَذَلِكَ قَوْله وَاسْتَغْفرُوا الله إِن الله غَفُور وَكَانَ حَقه كُله أَن يُعَاد مضمرا لَكِن أظهر لما ذكرنَا وانما وَقعت هُوَ كِنَايَة فِي أول الْكَلَام لِأَنَّهُ كَلَام جرى على جَوَاب سَائل لِأَن الْيَهُود سَأَلت النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام ان يصف لَهُم ربه وينسبه لَهُم فَأنْزل الله قل يامحمد هُوَ الله أحد أَي الحَدِيث الَّذِي سَأَلْتُم عَنهُ الله أحد الله الصَّمد الى اخرها وَقَالَ الْأَخْفَش وَالْفراء هوكناية عَن مفردو الله خَبره وَأحد بدل من الله وأصل أحد وحد فأبدل من الْوَاو همزَة وَهُوَ قَلِيل فِي الْوَاو الْمَفْتُوحَة وَأحد بِمَعْنى وَاحِد قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي أحد بِمَعْنى وَاحِد سَقَطت الْألف مِنْهُ على لُغَة من يَقُول وحد فِي الْوَاحِد وأبدلت الْهمزَة من الْوَاو الْمَفْتُوحَة كَمَا أبدلت فِي قَوْلهم امْرَأَة أَنَاة أَصْلهَا وناة من ونى يني إِذا فتر وَلم يسمع ابدال الْهمزَة من الْوَاو الْمَفْتُوحَة إِلَّا فِي أحد وأناة وَقيل أصل أحد وَاحِد فأبدلوا من الْوَاو همزَة فَاجْتمع همزتان فحذفت وَاحِدَة تَخْفِيفًا فَهُوَ وَاحِد فِي الأَصْل وَقد قيل ان أحدا بِمَعْنى أول لَا ابدال فِيهِ وَلَا تَغْيِير بِمَنْزِلَة الْيَوْم الْأَحَد وكقولهم لَا أحد فِي الدَّار وَفِي أحد فَائِدَة لَيست فِي وَاحِد لِأَنَّك اذا قلت لَا يقوم لزيد وَاحِد جَازَ أَن يقوم لَهُ اثْنَان واكثر واذا قلت لَا يقوم لَهُ اُحْدُ نفيت الْكل وَهَذَا انما يكون فِي النَّفْي خَاصَّة وَأما فِي الايجاب فَلَا يكون فِيهِ ذَلِك الْمَعْنى وَأحد اذا كَانَ بِمَعْنى وَاحِد وَقع فِي الايجاب تَقول مربنا أحد

<<  <  ج: ص:  >  >>