للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السوَاد فِي رَأسه، دون سائره وسائره أَبيض، قَالَ: وَكَانَ مِقْدَار طوله فِيمَا حررت مِقْدَار عظم الذِّرَاع، أَو كالذراع المقبوضة الْأَصَابِع، والسواد فِي وَجهه غير مَاض فِي سائره جَمِيعه. انْتهى. وَمَا ذكره الْعلوِي فِي صفة نوى الْحجر يُخَالف هَذَا. وَقيل فِي طوله أَكثر مِمَّا ذكره الْخُزَاعِيّ. وَمن آيَاته: حفظ الله لَهُ من الضّيَاع مُنْذُ أهبط إِلَى الأَرْض مَعَ مَا وَقع من الْأُمُور الْمُقْتَضِيَة لذهابه كالطوفان، وَدفن بني إياد، وكما وَقع من جرهم وَغَيرهم كَمَا قجمناه. وَمِنْهَا: أَنه لما حمل إِلَى هجر هلك تَحْتَهُ أَرْبَعُونَ جملا، فَلَمَّا أُعِيد حمل على قعُود أعجف فسمن كَمَا قدمْنَاهُ. وَقيل: هلك تَحْتَهُ ثَلَاثمِائَة بعير. وَقيل: خَمْسمِائَة. وَمِنْهَا: أَنه يطفو على المَاء إِذا وضع فِيهِ وَلَا يرسخ. وَمِنْهَا: أَنه لَا يسخن من النَّار، ذكر هَاتين الْآيَتَيْنِ ابْن أبي الدَّم فِي " الْفرق الإسلامية " فِيمَا حَكَاهُ عَنهُ ابْن شَاكر الكتبي المؤرخ، وَنقل ذَلِك عَن بعض الْمُحدثين وَرَفعه إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهَذِه صفة الْمَسْجِد الْحَرَام والكعبة المشرفة زَادهَا الله تَعَالَى شرفاً وتعظيماً.

فصل: فِي ذكر الْأَمَاكِن الْمُبَارَكَة بِمَكَّة المشرفة وحرمها وقربه الَّتِي يسْتَحبّ زيارتها وَالصَّلَاة وَالدُّعَاء فِيهَا رَجَاء بركتها

وَهَذِه الْأَمَاكِن مَسَاجِد ودور وجبال ومقابر. والمساجد أَكثر من غَيرهَا إِلَّا أَن بعض الْمَسَاجِد اشْتهر باسم المولد، وَبَعضهَا باسم الدَّار، وَسَنذكر كلا مِنْهَا على حِدة، أما مَا اشْتهر باسم الْمَسْجِد فَمن ذَلِك: مَسْجِد بِقرب المجزرة الْكَبِيرَة من أَعْلَاهَا على يَمِين الهابط إِلَى مَكَّة ويسار الصاعد مِنْهَا يُقَال: إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صلى فِيهِ الْمغرب على مَا هُوَ مَكْتُوب فِي حجرين بِهَذَا الْمَسْجِد؛ أَحدهمَا بِخَط عبد الرَّحْمَن بن أبي حرمى وَفِيه: أَنه عمر فِي رَجَب سنة ثَمَان وَثَمَانِينَ وَخَمْسمِائة، وَفِي الآخر: أَنه عمر فِي سنة سبع وَأَرْبَعين وسِتمِائَة. وَذكر الْأَزْرَقِيّ فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يسْتَحبّ فِيهَا الصَّلَاة بِمَكَّة مِنْهَا: مَسْجِد بِأَعْلَى مَكَّة عِنْد سوق الْغنم عِنْد قرن " مقلة " قَالَ: ويزعمون أَن عِنْده بَايع النَّبِي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم النَّاس بِمَكَّة يَوْم الْفَتْح. انْتهى. وَزعم بعض أهل الْعَصْر أَن هَذَا الْمَسْجِد الَّذِي ذكره الْأَزْرَقِيّ هُوَ الَّذِي

<<  <   >  >>