للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عبد الْمطلب بأضعافها، ثمَّ قَالَ: ائْتِنِي بِخَبَرِهِ وَمَا يكون من أمره على رَأس الْحول، فَمَاتَ سيف قبل أَن يحول عَلَيْهِ الْحول. وَقد جَاءَ فِي بعض الْأَحَادِيث: أخبرنَا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن صفته فِي التَّوْرَاة: " عَبدِي أَحْمد الْمُخْتَار، مولده بِمَكَّة، وَمُهَاجره بِالْمَدِينَةِ. أَو قَالَ: طيبَة، أمته الْحَمَّادُونَ لله على كل حَال ". وَقيل: معنى قَوْله تَعَالَى: " ووجدك ضَالًّا فهدى ". أَي ضَالًّا عَن الْهِجْرَة فهداك إِلَيْهَا. وَقيل: وَجدك ضَالًّا بَين مَكَّة وَالْمَدينَة فهداك إِلَى الْمَدِينَة. وَقيل فِي قَوْله تَعَالَى: " التائبون العابدون الحامدون السائحون ". إِن السائحين الْمُهَاجِرين. وَقيل: لم يُهَاجر صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى طلب الْهِجْرَة؛ لقَوْله تَعَالَى: " رَبنَا أخرجنَا من هَذِه الْقرْيَة الظَّالِم أَهلهَا وَاجعَل لنا من لَدُنْك وليا وَاجعَل لنا من لَدُنْك نَصِيرًا ". فالداعي مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم والرقة مَكَّة، وَالْوَلِيّ والنصير الْأَنْصَار. وَعَن عَليّ رَضِي الله عَنهُ عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: أَتَانِي جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام فَقلت لَهُ: " يَا جِبْرِيل من يُهَاجر معي؟ " قَالَ: أَبُو بكر وَهُوَ يَلِي أمتك من بعْدك وَهُوَ أفضل أمتك ". وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ من حَدِيث الْهِجْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ للْمُسلمين: " إِنِّي رَأَيْت دَار هجرتكم ذَات نخل بَين لابتين وهما الحرتان ". وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ: " رَأَيْت فِي الْمَنَام أَنِّي أُهَاجِر من مَكَّة إِلَى أَرض بهَا نخل فَذهب وهلى إِلَى أَنَّهَا الْيَمَامَة أَو هجر، فَإِذا هِيَ الْمَدِينَة يثرب ". فَلَمَّا ذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذَا الْمَنَام لأَصْحَابه هَاجر من هَاجر مِنْهُم قبل الْمَدِينَة، وَرجع عَامَّة من كَانَ هَاجر بِأَرْض الْحَبَشَة إِلَى الْمَدِينَة، وَكَانَ أول من هَاجر إِلَى الْحَبَشَة حَاطِب بن عَمْرو، وَقيل: عبد الله بن عبد الْأسد بن هِلَال. وَأول مَوْلُود ولد فِي الْإِسْلَام بِأَرْض الْحَبَشَة

<<  <   >  >>