للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قَامَ من اللَّيْل إِلَى الْمخْرج اطلع مِنْهُ يعلم خبرهم، وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَأْتِي بَابهَا كل صباح فَيَأْخُذ بعضادتيه وَيَقُول: " الصَّلَاة الصَّلَاة، إِنَّمَا يُرِيد الله ليذْهب عَنْكُم الرجس أهل الْبَيْت وَيُطَهِّركُمْ تَطْهِيرا ". قَالَ الْحَافِظ محب الدّين بن النجار: وبيتها الْيَوْم حوله مَقْصُورَة، وَفِيه محراب وَهُوَ خلف حجرَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ عفيف الدّين الْمرْجَانِي: وَهُوَ الْيَوْم أَيْضا بَاقٍ على ذَلِك.

ذكر مصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من اللَّيْل

وروى عِيسَى بن عبد الله عَن أَبِيه قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يطْرَح حَصِيرا كل لَيْلَة إِذا انكفت النَّاس وَرَاء بَيت عليّ رَضِي الله عَنهُ ثمَّ يُصَلِّي صَلَاة اللَّيْل، قَالَ: وَذَلِكَ مَوضِع الاسطوان الَّذِي مِمَّا يَلِي الدويرة على طَرِيق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وَعَن سعيد بن عبد الله بن فضل قَالَ: مر بِي مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وَأَنا أُصَلِّي إِلَيْهَا فَقَالَ لي: أَرَاك تلْزم هَذِه الاسطوانة هَل جَاءَك فِيهَا أثر؟ قلت: لَا. قَالَ: فالزمها فَإِنَّهَا كَانَت مصلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من اللَّيْل، ثمَّ قَالَ: قلت: هَذِه الاسطوانة؟ قَالَ: نعم. قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين: وَهَذِه الاسطوانة خلف بَيت فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا فالواقف الْمصلى إِلَيْهَا يكون بَاب جِبْرِيل الْمَعْرُوف قَدِيما بِبَاب عُثْمَان على يسَاره، وحول الدرابزين الدابر على حجرَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَقد كتب فِيهَا بالرخام هَذَا متهجد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. قَالَ الْحَافِظ محب الدّين: وَبَيت فَاطِمَة رَضِي الله عَنْهَا من جِهَة الشمَال، وَفِيه محراب إِذا توجه الْمُصَلِّي إِلَيْهِ كَانَت يسَاره إِلَى بَاب عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ.

ذكر قصَّة الْجذع

عَن أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب يَوْم الْجُمُعَة إِلَى جنب خَشَبَة مُسْندًا ظَهره إِلَيْهَا فَلَمَّا كثر النَّاس قَالُوا: ابْنُوا لَهُ منبراً، فبنوا لَهُ منبراً لَهُ عتبتان فَلَمَّا قَامَ على الْمِنْبَر يخْطب حنت الْخَشَبَة إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ أنس: وَأَنا فِي الْمَسْجِد فَسمِعت الْخَشَبَة تحن حنين الواله، فَمَا زَالَت تحن حَتَّى نزل إِلَيْهَا فاحتضنها فسكنت وَكَانَ الْحسن إِذا حدث

<<  <   >  >>