للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وسيبويه وَعَامة أصحابهما وعَلى ذَلِك سَائِر أهل الْمشرق من النقاط وَغَيرهم

وَالْوَجْه الثَّانِي ان تجْعَل عَلامَة التَّشْدِيد دَالا فَوق الْحَرْف إِذا كَانَ مَفْتُوحًا وَتَحْته إِذا كَانَ مكسورا وأمامه إِذا كَانَ مضموما وَبَعض اهل النقط يَجْعَل مَعَ الشدَّة الحركات تَأْكِيدًا فِي الدّلَالَة على حَقِيقَة إِعْرَاب الْكَلم وحركات الْحُرُوف وَبَعْضهمْ لَا يجعلهن مَعَ ذَلِك لما فِي صورته وَمُخَالفَة جعله فِي الْحُرُوف من الدَّلِيل على كَيْفيَّة الْإِعْرَاب والتحريك وَبَعْضهمْ يجعلهن مَعهَا فِي أَطْرَاف الْكَلم خَاصَّة دون حشوهن لكَون الْأَطْرَاف مَوَاضِع الْإِعْرَاب وَهُوَ مَذْهَب حسن

وَصُورَة التَّشْدِيد على هَذَا الْمَذْهَب فِي المفتوح كَمَا ترى ث وَفِي المكسور ب وَفِي المضموم ت والى هَذَا الْوَجْه ذهب نقاط اهل الْمَدِينَة من سلفهم وخلفهم وعَلى اسْتِعْمَاله وَاتِّبَاع اهل الْمَدِينَة فِيهِ عَامَّة اهل بلدنا قَدِيما وحديثا وَهُوَ الَّذِي أخْتَار وَبِه انقط

حَدثنَا أَحْمد بن عمر القَاضِي قَالَ نَا مُحَمَّد بن مُنِير قَالَ حَدثنَا عبد الله بن عِيسَى قَالَ نَا قالون أَن فِي مصاحف اهل الْمَدِينَة مَا كَانَ من حرف مشدد فَعَلَيهِ دَال وفتحه الدَّال فَوق قَالَ وَإِن كَانَ يرجع الى الْكسر فَمن تَحت الْحَرْف قَالَ أَبُو عَمْرو وَلم يذكر قالون الضَّم

وَإِنَّمَا جعل أهل الْمَدِينَة عَلامَة التَّشْدِيد دَالا من حَيْثُ الدَّال آخر كلمة شَدِيد فدلوا عَلَيْهِ بآخر حرف من كَلمته كَمَا دلّ عَلَيْهِ النحويون ونقاط الْمشرق بِأول حرف من كَلمته وَفِي كل وَاحِد من الحرفين الشين وَالدَّال دلَالَة عَلَيْهِ غير أَن اتِّبَاع أهل الْمَدِينَة اولى وَالْعَمَل بقَوْلهمْ ألزم

<<  <   >  >>