للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فإنّ المروءة لا تستطاع ... إذا لم يكن مالها فاضلا

وقال آخر:

رزفت لباً ولم أرزق مروءته ... وما المروءة إلا كثرة المال

إذا أردت مساماة تقعدّني ... عما ينوّه باسمى رفة الحال

وقال منصور الفقيه:

كلّ من فارق المروءة عاشا ... ونما وفره وزاد رياشا

وأخو الفضل والمروءة والدّي ... ن مقلٌ أموره تتلاشى

وقال سفيان الثورى: من لم يحسن يتقرّا.

ذكرت الفتوة عند سفيان رحمه الله، فقال: ليست بالفسق ولا الفجور،ولكن الفتوة كما قال جعفر بن محمد: طعام موضوع، وحجابٌ مرفوع، ونائل مبذول، وبشر مقبول، وعفاف معروف، وأذى مكفوف.

قال محمد بن داود: من كان ظريفاً فليكن عفيفاً، وأنشد لا بن هرمة:

ولرب ليلة لذة قد نلتها ... وحرامها بحلالها مدفوع

وقال صريع الغواني:

وما ذمى الأيام أن ليست حامداً ... لعهد ليلليّ التي سلفت قبل

ألا رب يومٍ صادق العيش نلته ... بها ونداماى العفافة والبذل

وقال منصور الفقيه:

فضل التقى أفضل من ... فضل اللّسان والحسب

إذا هما لم يجمعا ... إلى العفاف والأدب

وقال آخر:

وليس فتى من راح واغتدى ... لشرب صبوح أو لشرب غبوق

ولكن فتى الفتيان من راح واغتدى ... لضرّ عدوّ أو لنفع صديق

وقال جحظة:

ألا يأهل بغداد جميعاً ... عصيتم في المروءة من براكم

تذمون الزمان بغير جرمٍ ... وما بزمانكم عيبٌ سواكم

باب امتحان أخلاق الرّجال

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الأرواح أجنادٌ مجنده، فما تعارف منها ائتلف: وما تناكر منها اختلف ".

أخذه بعض الشعراء فقال:

إن القلوب لأجناد مجندةٌ ... لله في الأرض بالأهواء تعترف

فما تعارف منها فهو مؤتلف ... وما تناكر منها فهو مختلف

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: " الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة ".

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الأمير إذا تجسس على الناس أفسدهم ".

قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: " وجدت الناس اخبر تقله ". وقد روى هذا مرفوعاً عن أبي الدراء.

وفي خبر آخر: " إن الناس سواسيةٌ كأسنان المشط ".

كان يقال: لا يزال الناس بخير ما تباينوا، فإذا تساووا هلكوا قال الشاعر:

سواءٌ كأسنان الحمار فلا ترى ... لذي شيبة منهم على ناشئ فضلاً

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه:الناس بأزمانهم أشبه منهم بآبائهم قال على بن أبي طالب رضي الله عنه: خالط المؤمن بقلبك، وخالط الفاجر بخلقك.

كان يقال: يمتحن الرجل في ثلاثة أشياء: عند هواه إذا هوى، وعند غضبه إذا غضب، وعند طمعه إذا طمع.

قال أبو عمرو بن العلاء: إذا أردت أن تعرف مالك عند صديقك فاعرف ما كان لصديقه قبلك عنده.

قال سفيان الثورى: إذا أردت أن تعرف مالك عند صديقك فأغضبه، فإن أنصفك في غضبه وإلا فاجتنبه.

قال الفضل بن عباس بن عتبه بن أبي لهب

إذا أردت وداد امرئٍ ... فسل كيف كان لإخوانه

فإمّا رضيت فأحببته ... وإما ترغبت عن ثيانه

قال الأحنف بن قيس: ما كشفت أحداً قط إلاّ وجدته دون ما كنت أظن قال تأبط شرّاً:

لتقرعنّ على السّنّ من ندم ... إذا تذكرت يوماً بعض أخلاق

وقال آخر:

إنّ المودة بالتجارب ... قضتّ من النّاس المآرب

لم تترّك لي صاحباً ... أصبو إليه ولا أعاتب

متفرداً بتوحّدي ... دون الأباعد والأقارب

ارغب إلى الله الذي ... يعطى الجزيل من المذاهب

بالله تتسع الفجا ... ج إذا تضايقت المذاهب

كان سفيان الثوري يتمثل بهذه الأبيات:

ابل الرجال إذا أردت إخاءهم ... وتوسمنّ أمورهم وتفقد

وإذا ظفرت بذى الأمانة والتقى ... فبه اليدين قرير عين فاشدد

<<  <   >  >>