للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

؟ إن كان لفظي كريها فاصطبر فعلى كره العلاج يصحّ الله أبدانا

لولا العوارض ما طاب العتاب لنا ... لولا قصارتنا للثوب ما زانا

إني أعاتب إخواني وهم ثقتي ... طوراً وقد تصقل الأسياف أحيانا

هي الذنوب إذا ما كشفت درست ... من القلوب وإلا صرن أضغانا

وقال ابن وكيع:؟ عتابي أخي في كل ذنب أتى به مخوفٌ على حال الأخوة في الودّ

ولست أرى وجهاً لترك عتابه ... على ما جني إذ كان خيراً من الحقد

وقال ابن بسّام:؟ عاتب أخاك إذا هفا واعطف بودّك واستعده

وإذا أتاك بغيبه ... واشٍ فقل لم يعتمده

من ناقش الإخوان لم ... يبد العتاب ولم يعده

وقال محمد بن أبي حازم:؟ خلّ عنك العتاب إن خان ذو الودّ أو هفا

عين من لا يحب وص ... لك تبدي لك الجفا

وقال بشار العقلي:؟ إذا كنت في كلّ الأمور معاتباً صديقك لم تلق الذي لا تعاتبه

فعش واحداً أو صل أخاك فإنه ... مقارف ذنب مرة ومجانبه

إذا أنت لم تسرب مراراً على القذى ... ظمئت وأى الناس تصفو مشاربه

وقال آخر:؟ البس الناس ما استطعت على النّقص وإلاّ لم تستقم لك خلّه

عش وحيداً إن كنت لا تقبل العذ ... ر وإن كنت لا تجاوز زلّة

وقال آخر:

خذ من صديقك ما صفا ... لك لا تكن جمّ المعايب

إن الكثير عتابه ال ... إخوان ليس لهم بصاحب

وقال أحمد بن يوسف:

رأيتك لا تميل إلى صوابٍ ... ولا ترضى الصواب من الجواب

وتركك ما يريبك في كثيرٍ ... أحفّ عليك من طول العتاب

ولعبيد الله بن عبد الله بن طاهر:

خليليّ لو كان الزمان مساعدي ... وعاتبتماني لم يضق عنكما صدري

فأمّا إذا كان الزمان معاندي ... فما لكما أن تؤذياني مع الدهر

وقال آخر:

إن الظّنين من الإخوان يبرمه ... طول العتاب وتغنيه المعاذير

وذو الصفاء إذا مسته معتبةٌ ... كانت له عظةٌ منها وتذكير

وهذا قول مميّز منصف، حكم فعدل وشرح فأوضح.

أنشد نفطويه:

وكم من ملين لم يصب بملامةٍ ... ومتّبع بالذّنب ليس له ذنب

وكم من محبّ صد من غير بغضة ... وان لم يكن في ودّ خلته عتب

وقال أبو العباس الناشئ:

وليست معاتبا خلاّ لأبي ... رأيت العتب يغري بالعقوق

ولو أني أوقف لي صديقاً ... على ذنبٍ بقيت بلا صديق

وله:

إني ليهجرني الصديق تجنّباً ... فأريه أن لهجره أسبابا

وأخاف إن عاتبته اغريته ... فأرى له ترك العتاب عتابا

وقال آخر:

عتبت علىّ ولا ذنب لي ... بما الذنب فيه بلا شك لك

وحاذرت لومي فبادرتني ... إلى اللّوم من قبل أن أدّرك

فكنّا كما قيل فيما مضى ... خذ اللّص من قبل أن يأخذك

باب الثّقلاء والطفيليين

سئل جعفر بن محمد عن المؤمن،هل يكون بغيضاً؟ قال:لا يكون بغيضاً،ولكن يكون ثقيلا.

قال سفيان بن عيينة:قلت لأيوب السّختياني:لم لم تكتب عن طاووس؟ قال:أتيته فوجدته بين ثقلين،عبد الكريم بن أبي الخارق،وليث بن أبي سليم.

قال الحسن البصري،في قوله عز وجل: " فإذا طعمتم فانتشروا " نقال:نزلت في الثقلاء.

وقال السّري:ذكر الله تعالى الثقلاء في القرآن،في قوله: " فإذا طعمتم فانتشروا ".

وقال أبو أسامة:كنا عند الأعمش،فجاء زائدة بن قدامة،فقال الأعمش حين رآه:

وما الفيل تحمله ميتّاً ... بأثقل من بعض جلاّسنا

كان أبو هريرة إذا استثقل رجلا،قال اللهم اغفر لنا وله،وأرحنا منه.

رواه سهيل بن أبي صالح عن أبيه،عن أبي هريرة.

كان حمّاد بن سلمة إذا رأى من يستثلقه،قال: " ربنّا اكشف عناّ العذاب إنّا مؤمنون ".

وعن حمّاد بن سلمة أيضاً،أنه قال:الصوم في البستان من الثقل.

كان يقال. مجالسة الثقيل حمّى الروح.

<<  <   >  >>