للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

الصَّالِحَة إِلَّا على الْوَجْه الَّذِي أمره بالتقرب بهَا إِلَيْهِ: إِمَّا فِي كِتَابه، وَإِمَّا على لِسَان رَسُوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلم نجد فِي كتاب الله، وَلَا فِي خبر صَحَّ عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمرا بِالصَّلَاةِ على رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي شَيْء من صَلَاة الْمُصَلِّي، وَلَا ندبا إِلَيْهَا؟ بل الْأَخْبَار عَن رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَارِدَة بِمَا قد ذكرنَا قبل.

وَعمل الْأمة وَقَوْلها مَوْجُود بِمَا قد بَينا! وَلَا نرى لأحد أَن يزِيد فِي صلَاته الْمَكْتُوبَة والنافلة على مَا علم نَبِي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمته من القَوْل وَالْعَمَل فِيهَا.

وَأما قَول النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إِذْ علم أمته التَّشَهُّد فِي آخر الصَّلَاة -: " فَإِذا قُلْتُمْ ذَلِك، فليتخير أحدكُم من الدُّعَاء مَا شَاءَ ": فَإِنَّهُ إِنَّمَا قَالَ: " فليتخير أحدكُم من الدُّعَاء لنَفسِهِ مَا شَاءَ ". كَذَلِك ورد الْخَبَر عَنهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. غير أَنا - وَإِن اخترنا - مَا بَينا من الدُّعَاء وَالْقَوْل بعد التَّشَهُّد، فَلَا نرى صَلَاة مصل فَاسِدَة بِصَلَاتِهِ على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي وسط صلَاته، وأولها وَآخِرهَا، كَمَا لَا تفْسد بدعائه فِيهَا لنَفسِهِ، ووالديه، وَغَيرهمَا؛ لما قد بَينا قبل فِي أول كتَابنَا هَذَا، أَن النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ندب إِلَى ذَلِك أمته، وَقَالَ لَهُم: " إِذا رَكَعْتُمْ فَعَظمُوا الرب، وَإِذا سجدتم فاجتهدوا فِي الدُّعَاء، فَإِنَّهُ قمن أَن يُسْتَجَاب لكم ". وَمَا أشبه ذَلِك من الْأَخْبَار الَّتِي قد مضى ذكرنَا لَهَا، فأغنى ذَلِك عَن إِعَادَتهَا.

فَإِن قَالَ: فَهَل وجدت أحدا من سلف الْأمة ندب إِلَى الصَّلَاة على النَّبِي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فِي الصَّلَاة؟ .

<<  <   >  >>