للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إذا ابتليت فثق بالله وارض به ... فكاشف الضرّ والبلوى هو الله

ولآخر:

كم رأينا من صحيحٍ قد هوى ... وأخي سقمٍ من السقم خرج

لا تكن إن راب أمرٌ آيساً ... فلعند اليأس يأتيك الفرج

ولآخر:

وإذا تصبك من الحوادث نكبةٌ ... فاصبر فكلُّ ضبابةٍ تتكشّف

[مساوئ طلب الرزق]

لديك الجن:

احْلُ وامرُرْ معاً ولِنْ تارةً واخ ... شن ورِشْ أنت وانتدب للمعالي

وأغث واستغث بربك في الأز ... ل إذا جلحت صروف الليالي

لا تقف للزمان في منزل الضي ... م ولا تستكن لرقة حال

وأهن نفسك الكريمة للمو ... ت وقحّم بها على الأهوال

فلعمري لَلموت أزين للح ... رّ من الذلّ ضارعاً للرجال

أي ماءٍ يدور في وجهك الح ... رّ إذا ما امتهنته بالسؤال

ثم لا سيما إذا عصف الده ... ر بأهل الندى وأهل النوال

غاضت المكرمات وانقرض النا ... س وبادت سحائب الإفضال

فقليل من الورى من تراه ... يُرتجى أو يصون عرضاً بمال

وكذاك الهلال أول ما يب ... دو نحيلاً في دقة الخلخال

ثم يزداد ضوءه فتراه ... قمراً في السماء غير هلال

عاد تدميثك المضاجع للجن ... ب فعال الخريدة المكسال

وادّرع يلمق اجتياب دجى اللي ... ل بطرفٍ مضبَّر الأوصال

عامليّ النتاج تطوى له الأر ... ض إذا ما استُعُدّ للأنقال

جُرشعٍ لاحق الأياطل كالأع ... فر ضافي السبيب غير مذال

واتخذ ظهره من الذل حصناً ... نعم حصن الكريم في الزلزال

لا أحب الفتى أراه إذا ما ... عضّه الدهر جاثماً في الضلال

مستكيناً لذي الغنى خاشع الطر ... ف ذليل الإدبار والإقبال

أين جوب البلاد شرقاً وغرباً ... واعتساف السهول والأجبال

واعتراض الرقاق يوضع فيها ... بظباء النجاد والعمال

ذهب الناس فاطلب الرزق بالسي ... ف وإلا فمت شديد الهزال

[محاسن استصلاح المال]

روي عن عبد الله بن جعفر قال: بعثني علي بن أبي طالب إلى حكيم بن خزام يسأله سلف ثلاثين ألف درهم، فأتيته فانطلق بي إلى منزله فوجد في الطريق صوفاً فأخذه ومرّ بقطعة كساء فأخذه فلما صار إلى منزله أعطاني طرف الصوف فجعلت أفتله ويرسل حتى فتلته، ثم دعا بغرارةٍ مخرقةٍ فرقعها بالكساء وخاطها بالخيط وصيّر فيها ثلاثين ألف درهم وحملت معي.

قال: وأتى قومٌ قيس بن سعد بن عبادة يسألونه في حمالة فصادفوه في حائط له يتتبع ما يسقط من الثمر فيعزل جيّده عن رديّه ويجعل كل صنف منها على حدته، فهموا أن يرجعوا عنه وقالوا: ما نظن عند هذا خيراً، ثم عزموا على لقائه فأقاموا حتى فرغ من حائطه فكلموه فأعطاهم. فقال رجل من القوم له: لقد رأيناك تصنع شيئاً لا يشبه فعالك! وأخبروه فقال: إن الذي رأيتم من صنيعي قضيت به حاجتكم.

عبد العزيز بن أبان عن هشام الثقفي عن رجل أتى طلحة بن عبيد الله يسأله حمالة فرآه يهنأ بعيراً له فقال: يا غلام أخرج له بدرةً. فقبضها ثم قال: أردت أن أنصرف حين رأيتك تهنأ البعير. فقال: إنا لا نضيع الصغير ولا يتعاظمنا الكبير.

وكان يقال: من أنفق ولم يحسب عطب ولم يشعر. وقيل: الإفلاس سوء التدبير.

الأصمعي قال: سمعت بعض الهالبيين يقول لبنيه: لا تشتروا الغنم فإنها مال الرقة ولا تشتروا البقر فإنها مال الذلة واشتروا الإبل واقتنوها فإنها رقوء الدم وصدقات الحرائر وسفن البرّ وفيها قضاء الحقوق، ولا تتزوجوا المميتات فإنهن يضربن على رؤوسكم من كان قبلكم وتزوجوا المطلقات فإنهن أضعف نفساً وإنكم تضربون على رؤوسهن من كان قبلكم.

وقال بعضهم في جمع القليل إلى القليل:

رب كبيرٍ هاجه صغير ... وفي البحور تُغرق البحور

وقال آخر:

<<  <   >  >>