للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(فقلنا أسلِموا إنّا أخوكم ... فقد بَرِئَتْ من الإِحَنِ الصدورُ) (٢٠٤)

أراد: فقلنا استسلموا. قالوا: فالمسلم الذي يعتقد الاستسلام لله، والإيمان به، محمود، والمسلم الذي يستسلم خوفا من القتال مذموم.

من ذلك قول الله عز وجل: {قالتِ الأعرابُ آمنا قُلْ لم تؤمنوا ولكن قولوا أَسْلَمْنا} (٣٩) ، معناه: استسلمنا خوفاً من القتال. ومن ذلك قوله عز وجل: {فأَخْرَجْنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غيرَ بيتٍ من المسلمين} (٤٠) [معناه: من المستسلمين] .

٦٦ - وقولهم: رجل عابِدٌ

(٤١)

قال أبو بكر: معناه رجل خاضع ذليل لربِّه. من قول العرب: قد عبدت الله أعبده: إذا خضعت له، وتذللت، وأقررت بربوبيته. وهذا مأخوذ من قولهم: طريق معبد: إذا كان مذللاً، قد أثر الناس فيه. قال طرفة (٤٢) :

(تُباري عِتاقاً ناجِياتٍ وأَتْبَعَتْ ... وَظِيفاً وَظِيفاً فوقَ مَوْرٍ مُعَبَّدِ)

معناه: فوق طريق مذللِ. ويقال: بعير معبّد: إذا كان مذللاً قد طُلي بالهِناء من الجرب، حتى ذهبت وبره. قال طرفة (٤٣) :

(/ إلى أنْ تحامتني العشيرةُ كلُّها ... وأُفْرِدْتُ إفرادَ البعيرِ المعبَّدِ) (٤٣ / ب ٢٠٥)

معناه: المذلَّل. ويقال: بعير معبد: إذا كان مُكَرَّماً. وهذا الحرف من الأضداد (٤٤) . قال حاتم (٤٥) :


(٣٩) الحجرات ١٤.
(٤٠) الذاريات ٣٥، ٣٦.
(٤١) الأضداد: ٣٥، وشرح القصائد السبع: ١٥٤، واللسان (عبد) (٤٢) ديوانه ١٣. والعتاق: الكرام، والناجيات: السراع، واتبعت وظيفا وظيفا أي أتبعت الناقة وظيف يدها وظيف رجلها.
(٤٣) ديوانه ٣١.
(٤٤) الأضداد ٣٤ ٣٤، وأضداد الأصمعي ١٧.
(٤٥) ديوانه ٢٢٩. ونسب إلى معن بن أوس في ديوانه ٢٩ (لايبزك} (بغداد) وفيهما: معتدا، ولا شاهد فيه على هذه الرواية.

<<  <  ج: ص:  >  >>