للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(تقولُ ألا امسِكْ عليكَ فإنَّني ... أرى المالَ عندَ الباخِلينَ مُعَبَّدا)

معناه: مُكَرَّما. ويُروى: معتدّا، أي: يجعلونه عُدَّةً للدهر.

قال الله عز وجل: {إيّاكَ نعبدُ} (٤٦) ، قال أهل اللغة (٤٧) : معنى نعبد: نخضع ونذل ونعترف بربوبيتك. وقال أهل التفسير (٤٨) : [معناه] : إيّاكَ نُوحِّد.

٦٧ - وقولهم: رجل زاهِدٌ ومُزْهِدٌ

(٤٩)

قال أبو بكر: الزاهد: القليل الرغبة في الدنيا. والمزهد: القليل المال. قال النبي: (أفضلُ الناسِ مؤمنٌ مُزْهِدٌ) (٥٠) . معناه: قليل المال. يقال: قد أزهد الرجل يزهد إزهاداً: إذا قل ماله. قال الأعشى (٥١) :

(فلن يطلبوا سِرَّها للغِنى ... ولن يُسْلِموها لإزهادِها) (٢٠٦) معناه: فلن يطلبوا نكاحها للغنى، ولن يدعوا نكاحها لقلة ما لها. والسِرُّ النكاح؛ من قول الله عز وجل: {ولكنْ لا تواعِدوهُنَّ سِراًّ} (٥٢) . وقال امرؤ القيس (٥٣) :

(ألا زَعَمَتْ بَسْباسَةُ اليومَ أَنني ... كَبِرتْ وأَنْ لا يُحْسِنُ السِرَّ أمثالي)

وقال قوم: السِر: الزنا؛ واحتجوا بقول الشاعر (٥٤) :

(ويحرُمُ سِرُّ جارتِهِم عليهم ... ويأكلُ جارُهم أُنُفَ القِصاعِ) (٤٤ / أ) وقال الفراء: بنو أسد يقولون: زَهِدت في الرجل أزهَد فيه، / وقيس وتميم يقولون: زَهَدت في الرجل أزهَد فيه.


(٤٦) الفاتحة ٥.
(٤٧) اللسان والتاج (عبد) .
(٤٨) زاد المسير ١ / ١٤.
(٤٩) اللسان والتاج (زهد) (٥٠) غريب الحديث ١ / ٢٣٧.
(٥١) ديوانه ٥٦.
(٥٢) البقرة ٢٣٥، وينظر زاد المسير ١ / ٢٧٧.
(٥٣) ديوانه ٢٨.
(٥٤) الحطيئة، ديوانه ٦٢. وأنف القصاع: أولها، أي يأكل جارهم جيد الطعام وصفوته.

<<  <  ج: ص:  >  >>