للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(أَمِنْ ريحانةَ الداعي السَّميعُ ... يُؤَرِّقُني وأصحابي هجوعُ)

معناه: المُسمع (٦٠) .

وقال آخرون: الحكيم معناه في كلام العرب: الذي يردُّ نفسه ويمنعها من هواها. أخذ من قولهم: قد أحكمت الرجل: إذا رددت عن رأيه. قال أبو بكر: حكاه لنا أبو العباس عن ابن الأعرابي. (٤٤ / ب)

قال: ويقال (٦١) : يا فلان أحكم بعضهم عن بعض، / أي: ردَّ بعضهم عن بعض. وقال: إنما سُميت حَكَمَة الفرس حَكَمَة، لأنها ترد من (٦٢) غَرْبِهِ (٦٣) .

ويقال: حكم الرجل يحكم: إذا تناهى وعقل. وإنما قيل للقاضي: حاكم، وحكم، لعقله، وكمال أمره. أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى عن ابن الأعرابي [للمرقش] (٦٤) : (٢١٠)

(يأتي الشبابُ الأقْوَرِينَ ولا ... تغبِطْ أخاكَ أنْ (٦٥) يُقالَ حَكَمْ)

معناه: لا تغبطه أن يطول عمره، فإنَّ الهرم كالموت. قال حميد بن ثور (٦٦) :

(لا تَغْبطْ أخاك أن يقال له ... أمسى فلانٌ لعمره حَكَما)

(إنْ سرَّه طولُ عمرِهِ فلقد ... أضحى على الوجهِ طولُ ما سَلِما)


(٦٠) (معناه المسمع) من ك.
(٦١) ك: وقال: يقال.
(٦٢) ك: عن.
(٦٣) من سائر النسخ وفي الأصل: حدته.
(٦٤) البيت في شعره: ٨٨٧. والأقورين: الدواهي. والمرقش الأكبر ربيعة بن سعد، شاعر جاهلي (الشعر والشعراء ٢١٠، الأغاني ٦ / ١٢٧، معجم الشعراء ٤) .
(٦٥) من سائر النسخ وفي الأصل: بأن.
(٦٦) أنشدهما المؤلف لحميد أيضاً في شرح القصائد السبع: ٤١٠. وهما في شرح المفضليات: ٤٩٣، بلا عزو. ونسبهما ابن قتيبة في عيون الأحبار: ٢ / ٣٢١ والمعاني الكبير: ١٢١٧، إلى الكميت، وأنشد له الأول في المعاني أيضاً: ١٢٢٢، على حين أنشد البيتين في الشعر والشعراء: ٢١٢، لعمرو بن قميئة، وهو الصحيح وهما في ديوانه: ٥١ - ٥٢. ولعمرو أيضاً أنشدهما الحاتمي في حلية المحاضرة: ١ / ٢٩٩، ثم أنشدهما له مع آخر: ١ / ٤١٣، وأغرب فنسبهما فيه: ١ / ٣٧٠ إلى النمر بن تولب. والبيتان من المنسرح. وأولهما كما أنشده أبو بكر هنا وفي شرح السبع مختل الوزن والصواب كما في سائر المصادر: " لا تغبط المرء "..

<<  <  ج: ص:  >  >>