للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقالوا: معنى قول الله عز وجل {ولِيُمَحِّصَ الله الذينَ آمنوا ويَمْحَقَ الكافرينَ} (١٠٩) : وليجرد الله الذين آمنوا من ذنوبهم. (١٠٨)

وقال الخليل بن أحمد: اللهم محص عنا ذنوبنا، معناه: خلِّصنا من ذنوبنا. قال: والمحص عند العرب التخليص، يقال: محصت الشيء أمحَصُهُ مَحْصاً: إذا خلصته. وقال معنى قوله تبارك وتعالى: {وليمحص الله الذين آمنوا} : وليخلص الله الذين آمنوا من ذنوبهم.

وقال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (١١٠) : اللهم محص عنا ذنوبنا، معناه: اكشف عنا ذنوبنا، واحتج بقول الشاعر يصف ليلاً:

(حتى بَدَتْ قَمراؤه وتَمَحَّصَتْ ... ظلماؤه ورأى الطريقَ المبصرُ) (١١١) فمعناه: وانكشفت ظلماؤه.

وقال آخرون: / اللهم محص عنا ذنوبنا، معناه: اللهم اطرح عنا ما تعلق (٧ / ب) بنا من الذنوب. قالوا: وهو مأخوذ من قول العرب: قد مَحصَ الحبل (١١٢) يَمْحَصُ مَحْصاً: إذا ذهب وبره. ويقال: حبل مَحصُ وأملس بمعنى. ويقال: قد محص الظبي يمحص (١١٣) وفحص يفحص: إذا عدا عدواً شديداً لا يخالطه فيه وَنَى ولا فتورٌ (١١٤) .


(١٠٩) آل عمران ١٤١.
(١١٠) لغوي كوفي، ت نحو ٢٠٥ هـ. (تاريخ بغداد ٦ / ٣٢٩، معجم الأدباء ٦ / ٧٧، الأنباه ١ / ٢٢١) .
(١١١) الفاخر ١٣٥، اللآلى ٩١٦، الأساس " محص " بلا عزو.
(١١٢) ك: البعير.
(١١٣) سقطة من ك. ر.
(١١٤) لا يخلطه ... فتور: ساقط من ك.

<<  <  ج: ص:  >  >>