للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(أَجْدَرُ أنْ لا تَفْضحا وتَحْرَبا ... هل أنتَ إلاّ ذاهبٌ لتلْعَبَا)

/ وقالت امرأة (٦٧) من العرب ترثي ابنين لها: (٦٣ / ب)

(وقالوا جزعتِ أنْ بكيتُ عليهما ... وهل جَزَعٌ أنْ قلتُ يا بِيَبَاهُما)

وقال الآخر:

(أيا بِيَبَا منْ لستُ أعرفُ مثلَها ... ولو دُرتُ أبغي ذلكَ الشرقَ والغربا) (٦٨)

١١٨ - وقولهم: في منزلِ فُلانٍ مأتَمٌ

قال أبو بكر: معنى المأتم (٦٩) في كلام العرب: النساء المجتمعات في فرح أو حزن.

وقال الطوسي (٧٠) : يقال للرجال أيضاً إذا اجتمعوا في فرح أو حزن مأتم.

والعامة تغلط في هذا فتظن أن المأتم النوح والنياحة وليس هو هكذا (٧١) . والدليل على هذا قول أبي عطاء السندي (٧٢) ، وكان فصيحا، يمدح ابن هبيرة (٧٣) :

(ألا إنَّ عيناً لم تَجُدْ يومَ واسط ... عليك بجاري دمعِها لجمودُ) (٢٦٣)

(عَشِيَّةَ قامَ النائحاتُ وشُقِّقَتْ ... جُيوبٌ بأيدي مأتَمٍ وخُدودُ)

(فإنْ تُمْس مهجورَ الفِناء فرُبَّما ... أقامَ به بعدَ الوفودِ وفودُ)

(فإنّكّ لم تَبْعُدْ على مُتَعَهِّدٍ ... بلى كلُّ مَنْ تحتَ الترابِ بعيدُ) (٦٦) معاني القرآن ١ / ٤ من دون عزو. ونهد كعثب: ناتىء مرتفع. والهيد الهيدب: الذي فيه رخاوة.


(٦٧) هي امرأة من بني سعد جاهلية في نوادر أبي زيد: ١١٥، وهي عمرة الخثعمية في شرح ديوان الحماسة (م) ١٠٨٢ والتنبيه في شرح مشكلات الحماسة ٥١١، وفيهما: وابأباهما.
(٦٨) لم أهتد إليه.
(٦٩) أضداد قطرب ٢٧٠، الفاخر ٢٤٤، الأضداد ١٠٣.
(٧٠) هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن سنان، كان كثير الأخذ عن ابن الأعرابي. (الفهرست ١١٢، معجم الأدباء ١٣ / ٢٦٨، الأنباه ٢ / ٢٨٥) .
(٧١) ق، ك: كذا.
(٧٢) الأبيات في مقطعات مراث ١٠٢ وأمالي القالي ١ / ٢٧١، وأبو عطاء هو أفلح أو مرزوق بن يسار، من مخضرمي الدولتين. (الشعر والشعراء ٥٧٦٦ الأغاني ١٧ / ٣٢٦، واللآلي ٦٠٢) .
(٧٣) هو يزيد بن عمر بن هبيرة، قتله أبو جعفر المنصور سنة ١٣٢ هـ (تاريخ ابن خياط ٦٠٩، تاريخ اليعقوبي ٢ / ٣٥٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>