للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذا من الفوز. قال أصحاب البقاء (١٠) : معنى قوله: {أولئك هم المفلحون} هم الباقون في الجنة. والفَلَح والفلاح عند العرب: السحور. والفلاّح الأَكّار، سُمي بذلك، لأنه يفلح الأرض. أي: يشقها. قال الشاعر:

(قد عَلِمَتْ خيلُك أينَ الصحصح ... )

(إنَّ الحديدَ بالحديدِ يُفْلَحُ ... ) (١١)

أي: يشق. والفلاح أيضاً: المُكاري؛ وقال ابن أحمر (١٢) :

(لها رِطْلٌ تكيلُ الزيتَ فيه ... وفلاّحٌ يسوقُ بها حِمارا)

١٥ - / وقولهم: قد توضّأ الرجلُ للصلاةِ (١٧ / أ) وقد أَخَذَ في الوضوء للصلاة

(١٣)

قال أبو بكر: معنى توضأ في كلام العرب تنظّف وتحسن. أُخِذ من الوضاءة، وهي (١٤) النظافة والحُسن. يقال: وجهٌ وضيءٌ، أي: حَسَن، من أوجه وِضاءٍ. قال الشاعر:

(مساميحُ الفعالِ ذوو أناةٍ ... مراجيحٌ وأوجُهُهُمْ وِضاءُ) (١٥) (١٣٣)

يقال: قد وضُؤَ وضاءَةً. وكل من غسل عضواً من أعضائه فقد توضأ. الدليل على هذا قول النبي (توضَّأوا مما غَيَّرَتِ النارُ) (١٧) . معناه: اغسلوا أيديكم، ونظفوها من الزُّهُومة (١٨) . وذلك أنّ جماعة من الأعراب كانوا لا يغسلون


(١٠) ك: وقال قوم هو البقاء، ومعنى.
(١١) شرح القصائد السبع ١٨١، اللسان (فلح) بلا عزو. والصحصح: الأرض الجرداء المستوية.
(١٢) شعره: ٧٥. وابن أحمر هو عمرو بن أحمر الباهلي، شاعر مخضرم. (طبقات ابن سلام ٥٨٠، الشعر والشعراء ٣٥٦، الخزانة ٣ / ٣٨) .
(١٣) غريب الحديث لابن قتيبة ١ / ٨.
(١٤) ك: وهو.
(١٥) أمالي المرتضى ١ / ٣٩٧ بلا عزو.
(١٦) ك: وجهه.
(١٧) النهاية ٥ / ١٩٥.
(١٨) الزهومة: ريح لحم سمين منتن.

<<  <  ج: ص:  >  >>