للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واحتج بقول الشاعر (٦١) :

(بَيَّتَّ قولي عند المليكِ ... قاتَلَكَ اللهُ عبداً كنودا)

معناه: غيَّرت قولي.

٣٨٥ - وقولهم: هذه مَفَازَةٌ

قال أبو بكر: قال الأصمعي (٦٣) : المفازة: المهلكة، وإنما سموها مفازة من الفوز، تفاؤلاً لصاحبها بالفوز، كما سموا الأسود: أبا البيضاء، تفاؤلاً [له] ، وكما سموا اللديغ سليماً [تفاؤلاً < له > بالسلامة] . وقال قيس بن ذريح (٦٤) :

(كأني في لُبنى سَلِيمٌ مُسَهَّدٌ ... يُقَلَّبُ في أيدي الرجالِ يميدُ)

وقال الآخر:

(يُلاقي من تذكرِ آلِ ليلى ... كما يَلْقى السليمُ من العِدادِ) (٦٥)

العِداد: العِلّة التي تهيج في وقت معروف، نحو الحُمّى الرِّبع والغِبّ وما (٥٥٢) أشبه ذلك.

قال النبي: (ما زالَتْ أُكْلَةُ خَيْبَرَ تُعادُّني، فهذا أوانُ قَطَعَتْ أبهري) (٦٦) . أي يهيج بي السُمُّ في وقت معروف. والأبهر: عِرق مستبطن الصلب، والقلب متصل به، فإذا انقطع مات الإنسان. قال الشاعر (٦٧) :

(وللفؤادِ وجيبٌ تحتَ أَبْهَرِهِ ... لَدْمَ الغلامِ وراءَ الغَيْبِ بالحَجَر) (١٧٢ / ب)

شبّه وجيب قلبه بضرب الغلام بالحجر. واللدم: الضرب. / ومن هذا سمي التدام النساء (٦٨) .


(٦١) لم أقف عليه.
(٦٢) الأضداد ١٠٤.
(٦٣) أضداد الأصمعي ٣٨.
(٦٤) شعره: ٨٠.
(٦٥) بلا عزو في تهذيب الألفاظ ١١٨ وأضداد أبي حاتم ١١٤. وقد سلف في ص: ٤٨٦.
(٦٦) الفائق ١ / ٥٠، ١ / ٥٧.
(٦٧) ابن مقبل، ديوانه ٩٩. وقد سلف في ص: ٣٩٨.
(٦٨) اللسان (لدم) .

<<  <  ج: ص:  >  >>