للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتكون الصلاة: الدعاء. من ذلك الصلاة على الميت، معناه: الدعاء له، لأنه لا ركوع ولا سجود فيها. ومن ذلك قول النبي: (إذا دُعِيَ أحدُكم إلى طعام فليُجِبْ، فإن كان مفطراً فليأكل، وإن كان صائماً فليصَلِّ) (٥٧) ، معناه: فليدع لهم بالبركة، ومنه قوله (إن الصائم إذا أُكِلَ عنده الطعامُ صلَّت عليه الملائكةُ حتى يُمسي) (٥٨) ، معناه: دعت له الملائكة. ومنه قول الأعشى (٥٩) :

(تقول بنتي وقد قرَّبْتُ مُرْتَحَلاً ... يا ربِّ جنِّب أبي الأوصابَ والوجَعَا) (١٣٩)

(عليك مثل الذي صليت فاغتمضي ... نوماً فإن بجنب الأرضِ مضطجعا)

وقال الأعشى (٦١) :

(وصهباءَ طافَ يهوديُّها ... فأبرزها وعليها خَتَمْ)

(وقابلها الريحُ في دَنِّها ... وصلّى على دَنِّها وارتَسَمْ)

وقال الأعشى أيضاً (٦٢) :

(لها حارسٌ لا يبرحُ الدهرَ بيتَها ... وإنْ ذُبِحَتْ صلَّى عليها وزَمْرَما)

معناه: دعا لها بالسلامة (٦٣) :

٢٠ - وقولهم: قد صامَ الرجلُ

(٦٤)

قال أبو بكر: معناه في اللغة: قد أمسك عن الطعام والشراب؛ وكل من أمسك عن الطعام والشراب أو عن الكلام عند العرب صائم. من ذلك قوله عز


(٥٩) ديوانه ٧٣.
(٦٠) ك: واغتمضي.
(٦١) ديوانه ٢٨. وفي ك: وقال أيضا، في الموضعين.
(٦٢) ديوانه ٢٠٠.
(٦٣) ك: بالبركة.
(٦٤) غريب الحديث لابن قتيبة ١ / ٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>