للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمعنى قوله: فيرسل عليهم النغف: [فيرسل عليهم] الدودَ.

ومعنى فَرْسى: موتى، قتلى. من قولهم (١٧٧) : قد فرس الذيب الشاةَ يفرِسُها فرساً: إذا أخذها وقتلها. ويقال: قد أفرس الراعي: إذا أخذ الذيب شاةَ من غنمه.، ويقال: هي فريسة الأسد. وأصل الفَرْس: دقّ العُنُق. ثم جُعل كلُّ قتلٍ فَرْساً. والفرْسى جمع، واحده: فَرِيس. وهو على مثال قولهم: قتيل وقتلى. قال الشاعر:

(ويتركُ مالَهُ فَرْسى ويقرشْ ... إلى ما كانَ من ظُفرٍ ونابِ) (١٧٨)

معنى يقرش: يجمع. ويقال: ذبح الرجل ففرس: إذا بلغ النخاع، وهو كالخيط الأبيض، ثم دقَّه ولواه. جاء في الحديث: (كُرِهَ الفَرْس في الذبيحة) (١٧٩) . ويقال ذبح الرجل فنخع: إذا بلغ النخاع. (١٧٩ / ب)

ومعنى قوله: / فتصبح الأرض كالزلفة: الزلفة: مَصْنَعَة (١٨٠) الماء. وقال لبيد (١٨١) يذكر سانية تسقي زرعاً:

(حتى تَحَيَّرَتِ الدِّبارُ كأنَّها ... زَلَفٌ وأُلقيَ قِتْبُها المحزومُ) (٥٦٩)

الدبار: المشارات. والمعنى: تحيَّرت من كثرة الماء، حين لم يجد الماء منفذاً. وقوله: وأُلقي قتبها، [معناه: وأُلقي قتبها] بعد فراغها. والقِتْبُ، والقَتَبُ، معناهما واحد، وهما بمنزلة: النِجْس والنَجَس (١٨٢) .

وأراد النبي: أنّ المطر يكثر في الأرض، حتى تصير الأرض كأنها مَصْنَعةٌ من مصانع الماء.


(١٧٧) ينظر: اللسان (فرس) .
(١٧٨) لم أقف عليه.
(١٧٩) غريب الحديث ٣ / ٢٥٤. وفيه: (في حديث عمر: أنه نهى عن الفرس في الذبيحة) .
(١٨٠) من سائر النسخ وفي الأصل: مصنع.
(١٨١) ديوانه ١٢٣.
(١٨٢) ساقطة من ل.

<<  <  ج: ص:  >  >>