للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥٥٠ - وقولهم: لو أطعمتني المَنَّ والسَّلوى ما ذُقْتُهُ

(٣٢٤)

قال أبو بكر: المن عند العرب: ما منَّ الله عز وجل به على خلقه، من غير / تكلُّفٍ لزرِعهِ وسَقْيه. قال النبي: (الكَمْأَةُ من المَنِّ، وماؤها شِفاءٌ ١٥٠ / ب للعينِ) (٣٢٥) . فمعناه: الكمأة مما مَنَّ الله به على خلقه، بغير تعب ولا نَصَب.

وقال المفسرون: المن: التَّرنْجَبِين (٣٢٦) . وقال الفراء (٣٢٧) . المن: شيء كان يسقط على الثُّمام والعُشَر، وهو حلو، كانوا يجتنونه. والسلوى: قال المفسرون: (٥٠) هو السُّماني (٣٢٨) ، والسلوى عند العرب: العسل. قال الشاعر (٣٢٩) :

(وقاسَمَها باللهِ جَهْداً لأنتم ... ألذُّ من السَّلْوى إذا ما يشورُها)

وقال الآخر (٣٣٠) :

(لو أُطْعِموا المنَّ والسلوى مكانَهُمُ ... ما أبصرَ الناسُ طعماً فيهمُ نَجَعا)

٥٥١ - وقولهم: قد نَدَّدَ فلانٌ بفلانٍ

(٣٣١)

قال أبو بكر: معناه: قد أكثر القول فيه، وتابع الاغتياب له. قال الأعشى: (٣٣٢)

(كأنَّ نعامَ الدَّوِّ باضَ عليهم ... إذا رِيعَ يوماً للصريخِ المُنَدّدِ)


(٣٢٤) ينظر: تفسير الطبري ٢٩٤ / ١ ومعاني القرآن واعرابه ١٩٠ / ١ وزاد المسير ٨٤ / ١ في تفسير الآية ٥٧ من البقرة: {وأنزلنا عليكم المن والسلوى} .
(٣٢٥) صحيح مسلم ١٦٢٠.
(٣٢٦) مادة لزجة حلوة تشبه العسل تسقط على الأشجار.
(٣٢٧) معاني القرآن ٣٧ / ١. والثمام نبت ضعيف له خوص، والعشر شجر له صمغ حلو.
(٣٢٨) طائر من رتبة الدجاج، وهو من الطيور القواطع.
(٣٢٩) خالد بن زهير الهذلي، ديوان الهذليين ١٥٨ / ١، وفيه: نشورها.
(٣٣٠) الأعشى، ديوانه ٨٧.
(٣٣١) الفاخر ٢٨٨.
(٣٣٢) ديوانه ١٣٢.
[ف: الجو، مكان: الدو] .

<<  <  ج: ص:  >  >>