للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس: سمي السبت سبتاً، لأن الله أمر بني إسرائيل فيه بالاستراحة من الأعمال. وخلق هو السموات والأرض في ستة أيام، آخرها يوم الجمعة، واستراح يوم السبت. / ١٧٥ / أ /

/ قال أبو بكر: وهذا عندي خطأ، لأنه لا يعرف في كلام العرب " سبت " بمعنى " استراح "، إنما المعروف فيه: قطع، ولا يوصف الله عز وجل بالاستراحة، لأنه لا يتعب فيستريح، ولا يشتغل فينتقل من الشغل إلى الراحة. والراحة لا تكون إلا بعد تعب أو شغل، وكلاهما زائل عن الله عز ذكره.

واتفق أهل العلم على أن الله جل وعز ابتدأ الخلق يوم السبت، ولم يخلق يوم الجمعة سماء ولا أرضاً. وقالت اليهود: ابتدأ الله عز وجل الخلق يوم الأحد، وفرغ يوم الجمعة، واستراح يوم السبت.

فقول هؤلاء خارج عن اللغة، وموافق لتأويل اليهود، ومباين لقول المسلمين.

٦٥١ - وقولهم: وجهُ فلانٍ مُكفَهِرٌّ

(٢٧٩)

قال أبو بكر: معناه: منقبض كالح، لا يُرى فيه أثر بشر (٢٨٠) ولا فرح. من قولهم: جبل مكفهر: إذا كان متراكماً صُلباً شديداً، لا تصل إليه آفة، ولا تناله حادثة. قال الحارث بن حلزة (٢٨١) :

(وكأنَّ المنونَ تردي بنا أَرْعَنَ ... جوناً ينجاب عنه العَماءُ)

(مُكْفَهِرّاً على الحوادثِ لا تَرْتوه ... للدهرِ مُؤْيِدٌ صَمّاءُ)

تردي: ترمي. والأرعن: الجبل العظيم الذي له رَعْنٌ، وهو أنف يتقدم (١٤٧) منه. والجون: الأسود. وينجابُ: ينشقُّ وَيَنْفَرَقُ عن الجبل لطوله. والمكفهر:


(٢٧٩) اللسان (كفهر) .
(٢٨٠) ك: لبشر.
(٢٨١) ديوانه ١١. ويقابل ما ههنا بشرحه لهما في شرح القصائد السبع ٤٦٠ - ٤٦٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>