للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال: قد أَبّد الشاعر: إذا أتى بالعويص في شعره، وما لا يكاد يُعرف معناه. قال امرؤ القيس (٣٢١) :

(وقد أغتدي والطير في وكُناتها ... بمُنْجَرِدٍ قيدِ الأوابِدِ هَيْكلِ)

" الوكن " في الجبل بمنزلة " التماريد " في السهل، وهي الأوكار. والأوابد: الوحش. والمنجرد: القصير الشعر، القليلة. والهيكل: العظيم. وإنما سمي بيت النصارى: هيكلاً، لعظمه. وقال الأعشى (٣٢٢) :

(وإذا أطاف لُغامُهُ بسديسهِ ... فثنى وزاد لجاجه وتزيّدا)

(شبّهتَهُ هِقْلا يباري هِقْلة ... ربداءَ في خِيْطٍ نقانقَ أُبّدا)

(إلا كخارجةَ المُكلّفِ نَفْسَهُ ... وابني قبيصةَ أنْ أغيبَ ويشهدا)

اللغام الزبد: والسديس: سَنّ من أسنانه. والخيط: القطعة من النعام وفيه لغتان: خَيْط وخِيط. و " الخَيط " من " الخيوط " مفتوح [الأول] لا غير. (٢٠٣) والربداء: التي تضرب إلى السواد. والأبد: المتوحشة. والنِقْنِقُ: ذكر النعام، وكذلك الهقل. ويقال: هي أمثال مؤبَّدة: إذا كانت وحشيّة معتاصة على المستخرج لها، والباحث عنها.

٦٩٥ - وقولهم: قد أخذتُ سائِرَه

(٣٢٣)

قال أبو بكر: معناه: قد أخذت بقيَّته. واشتقاقه من " السُؤْر "، وهو البقية (٣٢٤) . يقال: قد أسأرت من الطعام سُؤْراً: إذا أبقيت منه بقيَّةً. جاء في الحديث: (إذا أكلتم فأسئروا) (٣٢٥) ، أي: أفضلوا (٣٢٦) فَضْلَةٌ. وقال حميد بن ثور (٣٢٧) :


(٣٢١) ديوانه ١٩.
(٣٢٢) ديوانه ١٥٢ وفيه: وإذا يلوث.. ثنى. وكأنه هقل.. نقانق أربدا. ولا شاهد فيه على هذه لرواية.
(٣٢٣) درة الغواص ٣. وقد فصل القول في (سائر) البغدادي في حاشيته على شرح ابن هشام على بانت سعاد ٢ / ٣٥ - ٣٩.
(٣٢٤) المعجم في بقية الأشياء ٩٦.
(٣٢٥) النهاية ٢ / ٣٢٧ وفي: إذا شربتم.
(٣٢٦) ك: أبقوا وأفضلوا.
(٣٢٧) ديوانه ٦٦. وقد سلف في ١ / ١٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>