للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بينهما سطر: بسم الله الرحمن الرجيم؟ فقال عثمان: كانت الأنفال مما نزل على رسول الله بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولاً، ولم يُبَيِّن لنا رسول الله أين نضعها، وكانت قصتهما شبيهاً بعضها ببعض؛ فقرنا بينهما، ولم نكتب سطر: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعناهما في السبع الطُّوَل) .

فهذا معنى من معاني المثاني. وللمثاني معنيان آخران: أحدهما: أن تكون " المثاني " من صفة القرآن كله. سمي: " مثاني "، لأنه يُثَنّى فيه ذكر الجنة والنار، والثواب والعقاب، والقصص والأنباء. قال الله تعالى في صفة القرآن: {اللهُ نَزَّلَ أحسنَ الحديثِ كتاباً متشابهاً مثانيَ} (٤٦) . فالمثاني: هي التي شرح معناها. والمتشابه: الذي يشبه بعضه بعضاً في الفضل.

والمعنى الآخر للمثاني: أن يكون وصفاً لفاتحة الكتاب (٤٧) ، إذ كانت سبع آيات تثنى في كل ركعة. يقال: هي السبع المثاني، على المعنى الذي وصفناه، وهي السبع من المثاني على معنى: هي السبع من القرآن، الذي هو كله مثان.

ويجوز أن يكون " المثاني " نعتاً للسبع، و " من " مزيدة للتوكيد.

ويقال: السبع من المثاني هي السبع الطول. (٢١٨)

وأخبرنا إدريس (٤٨) قال: حدثنا خلف (٤٩) قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر (٥٠) عن العلاء بن عبد الرحمن (٥١) عن أبيه عن أبي هريرة أنَّ أُبَيّاً قرأ على رسول الله أمَّ القرآن، فقال: (والذي نفسي بيده، ما أُنْزِلَ في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزّبور ولا في القرآن مثلها، إنّها السبعُ من المثاني والقرآن العظيم الذي أُعطِيتُ) (٥٢) .


(٤٦) الحجر ٨٧.
(٤٧) كشاف اصطلاحات الفنون ٤ / ٣.
(٤٨) إدريس بن عبد الكريم. مرت ترجمته.
(٤٩) خلف بن هشام، أحد القراء العشرة. ت ٢٢٩ هـ. (طبقات القراء ١ / ٢٧٢. تهذيب التهذيب ٣ / ١٥٦) .
(٥٠) إسماعيل بن جعفر الأنصاري. من القراء. ت ١٨٠ هـ. (طبقات القراء ١ / ١٦٣. تهذيب التهذيب ١ / ٢٨٧) .
(٥١) العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب المدني. ت ١٣٩ هـ. (تهذيب التهذيب ٨ / ١٨٧، خلاصة تذهيب الكمال ٢ / ٣١٢) .
(٥٢) الفائق ١ / ١٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>