للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخطاب: (أتيت رسول الله فإذا عنده غُلَيْمٌ أسودُ يَغْمِزُ ظهرَهُ، فقلت: يا رسولَ اللهِ، ما شأنُ هذا الغُلّيِّم؟ فقال: إنّه تقحَّمت بي الناقةُ الليلةَ) (٨٣) . ومن ذلك: قُحْمَة الأعراب (٨٤) ، سُميت: قُحْمة، لأنهم إذا أجدبوا، تركوا البادية، ودخلوا الريف. قال الشاعر:

(أقولُ والناقةُ بي تَقَحَّمُ ... )

(وأنا منها مُكْلَئِزٌّ مُعْصِمُ ... )

(ويحكِ ما اسمُ أُمِّها يا عَلْكَمُ؟) (٨٥)

المكلئز: المنقبض، يقال: اكلأزّ: إذا انقبض. والمعصم: المستمسك. وقوله: ويحك ما اسم أمها يا علكم، معناه: أن العرب كانت تقول: إذا نَدَّت الناقة، فذُكِرَ اسم أمها، وَقَفَتْ، وإذا ندّ البعير، فذُكِر أب من آبائه وقف. (٢٢٤)

٧١٩ - وقولهم في اسم الحَدَث: رَجِيعٌ

(٨٦)

قال أبو بكر: قال اللغويون: سُمي (٨٧) بذلك، لأنه رجع عن حالته الأولى، بعد أن كان طعاماً أو علفاً، إلى الحالة الأخرى.

جاء في الحديث: (نهى [رسول الله] أنْ يُستنجى بعظمٍ أو رجيعٍ) (٨٨) .

وكذلك: كل ما رجع فيه من قول أو فعل [فهو رجيع] . قال الشاعر:

(ليتَ الشبابَ هو الرجيعُ على الفتى ... والشيبُ كانَ هو البَدِىء الأول) (٨٩) ١٩٧ / أ

/ و " الرجيع " يقع على الرَّوْث وحَدَثِ الناس كليهما. وفي الحديث: (أُتيَ رسول الله بعظم في الاستنجاء، أو رَوْث، فردّه، وقال: إنّه رِكْسٌ) (٩٠) ،


(٨٣) الفائق ٣ / ١٦٢. وفي الأصل: تقحمت به، وما أثبتناه من سائر النسخ.
(٨٤) غريب الحديث ٣ / ٤٥١.
(٨٥) بلا عزو في اللسان (قحم) . وعلكم: اسم ناقة.
(٨٦) غريب الحديث ١ / ٢٧٤.
(٨٧) ك: سميت.
(٨٨) الفائق ٢ / ٤٢.
(٨٩) بلا عزو في معاني القرآن ١ / ٤١٠ و ٢ / ٣٥٢.
(٩٠) غريب الحديث ١ / ٢٧٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>