للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال البصريون: التوراة، وزنها: فَوْعَلَة، على وزن: دَوْخَلَة. وأصلها: وَوْريَةَ؛ فأبدلوا من الواو الأولى تاء: كما قال جرير (٢٧٥) :

(متخذاً من ضَعَواتٍ (٢٧٦) تَوْلَجَا ... ) / فتولج: فَوْعَل، أصله: وَوْلَج. فأبدلت العرب من الواو الأولى تاء. (٣٠ / أ)

٤١ - وقولهم: قد نظر في الإِنجيل

(٢٧٧)

قال أبو بكر: في الإنجيل قولان:

قال جماعة من أهل اللغة: الإنجيل: الأصل. قالوا: فمعنى قولهم: إنجيل، لكتاب الله: أصل للقوم الذين أنزل (٢٧٨) عليهم؛ أي: يحِلون حلاله، (١٦٩) ويحرمون حرامه، ويعملون بما فيه.

قالوا: ويقال (٢٧٩) : قد نجله أبوان كريمان: [أي ولده أبوان] . ويقال: لعن الله ناجِلَيْه (٢٨٠) ، أي: أبويه. قال الأعشى (٢٨١) :

(أنجبَ أيّامَ والِداهُ بِهِ ... إذْ نَجَلاهُ فنِعْمَ ما نَجَلا)

أي كانا أصلاً له إذ ولداه.

وقال قوم: الإِنجيل مأخوذ من قول العرب: قد نجلت الشيء: إذا استخرجته وأظهرته. فسمي الإِنجيل: إنجيلاً، لأن الله أظهره للناس بعد طموس الحق ودروسه.

وفي الإِنجيل قول ثالث: وهو أن يكون الإنجيل سُمي: إنجيلاً، لأن


(٢٧٥) ديوانه ١٨٧. والضعوات جمع ضعة لنبت معروف. والتولج هو ما دخل فيه.
(٢٧٦) من سائر النسخ وفي الأصل: عصوات.
(٢٧٧) تفسير غريب القرآن ٣٦.
(٢٧٨) ك: الذي نزلت.
(٢٧٩) ك: وقال.
(٢٨٠) ك: نجليه.
(٢٨١) ديوانه ١٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>