للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٩٨ - / ب رجل غلاماً. فجئت إلى أمي / بحمار موقر من كل شيء، وبغلام، فقالت لي: ما هذا الغلام؟ فأشفقت من أن أقول: وهب لي، فتموت فرحاً، فقلت: غينٌ، فقالت: وما غينٌ؟ قلت: لامٌ، قالت: وما لامٌ؟ قلت: ألفٌ، قالت: وما ألفٌ؟ قلت: ميمٌ، قالت: وما ميمٌ؟ قلت: وُهِب لي غُلامٌ. فغشي عليها من الفرح، ولو لم أقطِّع الحروف لماتت.

وأخبرني أحمد بن حسان قال: حدثنا الزبير قال: قال أشعب لدلالة: اطلبي لي امرأة إذا تجشأت عليها شبعت. وإذا أكلت رجل دجاجة اتخمت.

وأخبرني محمد بن عبد الله قال: حدثنا محمد بن عمرو قال: حدثنا (٢٣٠) محمد بن الوليد بن عمرو بن الزبير قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر قال: قال أشعب: جاءني فتيان من فتيان المدينة فقالوا (١٢١) ؟ نحب أن تغني سالم بن عبد الله ابن عمر صوتاً، وتعرفنا ما يقول، وجعلوا لي على ذلك جعلاً. فصرت إلى سالم فقلت له: يا أبا عمر - جعلني الله فداك - لي حرمة ومجالسة ومودة، وأنا مولع بالترنم، فقال: وما الترنم؟ قلت: الغناء، قال: في أي الأحوال؟ قلت: في الخلوات، والجلوس مع الاخوان، فاسمع، فإن كان فيما تسمع بأس، رفضناه. وغنيته، فقال: ما أرى بأساً. فخرجت إلى أصحابي فأخبرتهم، فقالوا: وايش كان الصوت؟ فقلت:

(قَرّبِا مَرْبَطَ النَّعامةِ مني ... لَقِحَتْ حربُ وائلٍ عن حِيال) (١٢٢)

فقالوا لي: هذا بارد، ليست فيه حركة. فلما رأيت دفعهم إياي، وأشفقت على الجعل أن يذهب، رجعت إلى سالم فقلت: يا أبا عمر - جعلني الله فداك - تسمع، فقال: ما لي ولك؟ فلم أملكه حتى غنيته. فقال: ما أرى بأساً. وكان الذي غنيته:


(١٢١) (قال: حدثنا إسماعيل.... المدينة) ساقط من ك.
(١٢٢) للحارث بن عباد في حماسة البحتري ٣٣ والحماسة البصرية ١ / ١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>