للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحقَّ. قال الشاعر (٢٤٥) :

(فما أنا بالضعيفِ فتزدريني ... ولا حَظِّي اللَّفاءُ ولا الخَسِيسُ) (٢٥٣)

وأنشد الفراء (٢٤٦) :

(أَظَنَّتْ بنو جَحْوَانَ أّنَّكَ آكِلٌ ... كِباشي وقاضِيَّ اللَّفاءِ فقابِلُه)

٧٣٨ - وقولهم: قد كتب بالحِبر والمِداد

(٣٤٧)

قال أبو بكر: العِلّة في تسميتهم الحِبر حِبراً، أنه مُزَيِّن للكتاب، ومُحَسِّن للقِرطاس.

أُخِذَ من قول العرب: حبَّرتُ الشيء: إذا زيَّنته، كان يقال لطُفَيل في الجاهلية: محبِّرٌ، لتزيينه شعره (٣٤٨) . وقال النبي: (يخرج رجل من النار قد ذهب حِبْرُهُ وسِبْرُهُ) (٢٤٩) . أراد: قد ذهب بهاؤه وجماله. وقال ابن أحمر (٢٥٠) يذكر زماناً مضى:

(لَبِسْنا حِبْرَهُ حتى اقتُضينا ... لأعمالٍ وآجالٍ قُضِينا)

أراد بالحبر: الجمال والنضارة. ويروى: قد ذهب حَبْرُهُ وسَبْرُهُ. فإذا كُسرا كانا اسمين، وإذا فُتحا كانا مصدرين.

ويقال: إنما سُمي الحبر حبراً، لأنه يؤثر في القرطاس، ويكون علامة في الشيء الذي يصيبه ويقع فيه. يقال للأثر حِبْر، وحَبار. قال الشاعر (٢٥١) :

(ولم يُقَلِّبْ أرضَها البيطارُ ... )

(ولا لحبلَيْهِ بها حَبارُ ... )


(٢٤٥) أبو زبيد، شعره ١٠٠ وفيه: ولا جافي اللقاء. ولا شاهد فيه على هذه الرواية.
(٢٤٦) بلا عزو في اللسان (لفأ) .
(٢٤٧) أدب الكتاب ١٠٠ - ١٠٣.
(٢٤٨) أدب الكتاب ١٠٥.
(٢٤٩) غريب الحديث ١ / ٨٥.
(٢٥٠) شعره: ١٦٤.
(٢٥١) حميد الأرقط في المذكر والمؤنث لابن الأنباري ١٠٨ والأفعال للسرقطي ١ / ٣٩٥. وقد سلف في ١ / ٣٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>