للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الغنائم. فقال له الحارث: أنجز حرٌّ ما وَعَد، أي: لينجز الحر ما وعد. فأرسلها مثلاً.

ويضرب هذا القول مثلاً عند المطالبة بانجاز الموعود والوفاء به.

فأراد صخر قومه على أن يعطوه ما جعل للحارث، فأبَوْا ذلك عليه. وكان طريقهم ثَنِيَّة (١٦٥) متضايقة، يقال لها: شَجَعَات، فلما دنا القوم منها، سار إليها صخر، حتى وقف على رأسها، وقال: أَزَمَتْ (١٦٦) شَجَعِات بما فيهن، لا يجوزنَّ أحدٌ بذمةِ صخرٍ. فقال الحُمَّرَة بن جعفر بن ثعلبة بن يربوع: والله لا نعطيه من غنيمتنا شيئاً، ومضى في الثنية، فحمل عليه صخر فقتله. فلما رأى ذلك الجيش، أعطوه جميعاً الخمس. ففي ذلك يقول نَهْشَل بن حَرِّيّ (١٦٧) بن جابر بن ضمرة بن قطن بن نهشل بن دارم:

(ونحنُ مَنَعْنا الجيشَ أن يتأوَّبوا ... على شَجَعاتٍ والجِيادُ بنا تجري)

(حبسناهُمُ حتى أَقَرُّوا بحُكمِنا ... وأُدِّيَ أنفالُ الخميسِ إلى صخرِ)

٧٦٤ - وقولهم: لو تُرِكَ القطا لنامَ

(١٦٨)

قال أبو بكر: يضرب (١٦٩) مثلاً عند الرجل يؤمر بترك ما لا يصل إلى تركه، مما هو مؤذ له.

وأول من قاله عِلْباء بن الحارث، أحد بني كاهل. وذلك أن الحارث بن عمرو الملك، جد امرىء القيس، كان فرق ولده في قبائل من العرب، وملكهم (٢٨٦) عليهم. فكان حجر أبو امرىء القيس في بني أسد وغطفان. وكان شرحبيل، وهو


(١٦٥) التثنية في الجبل كالعقبة فيه.
(١٦٦) أزمت: ضاقت.
(١٦٧) شعره: ١٢٠. ونهشل، مخضرم، صحب الإمام علياً في حروبه وبقي إلى أيام معاوية. (طبقات ابن سلام ٥٨٣، الإصابة ٦ / ٥٠١) .
(١٦٨) الفاخر ١٤٥، فصل المقال ٣٨٤، ويلاحظ أن ابن الأنباري قد تفرد بهذه الرواية وهي تختلف عما ورد في كتب الأمثال. وقد حكى الخبر بمثل ما هنا في شرح القصائد السبع أيضاً ٤ وما بعدها.
(١٦٩) ك: يضرب هذا.

<<  <  ج: ص:  >  >>