للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أراد: يستخرجون ما عندهن من الجري بالأعقاب والجذم. وقال الآخر:

(وصهباء يستوشي بذي اللُبِّ ميلُها ... قرعتُ بها نفسي إذا الديكُ أعتما)

(تَمزّزتُها صِرْفاً وقارعتُ دنَّها ... بعود أراكٍ هزّهُ فترنَّما) (٢٧)

الصهباء، عني (٢٨) بها الخمر التي عُصِرت من عنب أبيض. ويوشي (٢٩) يستخرج. قال جندل بن الراعي: (٣٠)

(جُنادِفٌ لاحِقٌ بالرأس مَنْكِبُهُ ... كأنَّهُ كَوْدَنٌ يُوشَى بكُلاَّبِ)

أي: يستخرج ما عنده من الجري.

والقول الثاني: أن " الواشي " سمي: واشياً، لتحسسه الأخبار، وتجويده ما ينقل من الألفاظ والكلام. من قولهم: ثوب مُوَشَّى: إذا كان مُحَسَّناً بما فيه من النقوش وغيرها. وإنما سُمي الوشي من الثياب وَشْياً، لهذه العلة.

والقول الثالث: أن " الواشي " سُمي: واشياً، لأنه يجعل نفسه علامة للوصف بالقبيح. فأخذه من: وشيت الثوب: إذا جعلته علامة بما أصنعه فيه. قال الله عز وجل: (لا شِيَةَ فيها) (٣١) ، معناه: لا علامة فيها، ولا لون يخالف لون سائر جلدها. وقال النابغة (٣٢) :

(من وحش وَجْرَةَ مَوْشِيٍّ أكارعُهُ ... طاوي المصير كَسَيْفِ الصيْقَلِ الفَرِدِ)

أراد بالموشي: المُعْلَم بما فيه من الألوان المختلفة. (٣٠٩)

ويقال: قد وشى يشي وشياً: إذا نمَّ، فهو واشٍ، من قوم وشاة، وواشين. قال كثير (٣٣) :


(٢٧) لابن مقبل، ديوانه ٢٨٧ - ٢٨٨.
(٢٨) ك: أراد.
(٢٩) ك: ومعنى يوشى.
(٣٠) إصلاح المنطق ٤٣٣، وتهذيب الألفاظ ٢٤٨ مع آخر، وشرح القصائد السبع ٨٥، واللسان (وشي) . والكودن: البرذون. والكلاب: المهماز.
(٣١) البقرة ٧١.
(٣٢) ديوانه ٧. وينظر شرح القصائد السبع ٤٥٥. والمصير: المعى.
(٣٣) ديوانه ٣٨٢ وفي:. . وفيه. له أهلا، بودك عندنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>