للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال: حدثنا إسحاق بن راهويه (٧٦) قال: حدثنا وكيع (٧٧) عن سفيان (٧٨) عن طلحة الأعلم (٧٩) عن الشعبي في رجل أوصى بماله للأرامل من بني حنيفة، قال: (يعطى منه مَنْ خَرَجَ من كَمرِة حنيفة) (٨٠) قال إسحاق: وأنشدنا غير وكيع: ٢٢٣ / ب

(/ هذي الأرامل قد قَضَّيْتَ حاجتَها ... فمَنْ لحاجِة هذا الأَرملِ الذكرِ) (٨١)

وأنشد ابن قتيبة:

(أُحبُّ أنْ اصطادَ ضَبّاً سَحْبلا)

(رعى الربيعَ والشتاءَ أرملا ... ) (٨٢)

قال: تمناه أرمل، لأنه إذا سفد قلّ شحمه، وإذا لم تكن له أنثى، ولم يسفِد، كثر شحمه.

وقال: قال الرقاشي: قيل لأعرابي: تمن، فقال: ضّبٌّ أعورُ عِنِّين في أرضٍ كَلْدَةٍ. فتمناه أعورَ لِقِلَّةِ تَلَفُّتِهِ، وتمنّاه عنِيناً لكثرة شحمه.

[قال أبو بكر] (٨٣) : وقول ابن قتيبة (٨٤) في هذا غير صحيح؛ لأن الرجل لا يوصف بأرمل إلا في الشذوذ، وحمل هذا الكلام على الأعرف والأشهر أولى. وقد (٣١٧) نقض ابن قتيبة هذا على نفسه فقال: لو قال رجل: أوصي بمالي للجواري من بني فلان، لم يُعْطَ الغلمان منه شيئاً، كذلك لو قال: أوصي بمالي للغلمان من بني فلان، لم يُعْطَ الجواري منه شيئاً، وإنْ كانت الجارية يقال لها: غُلامة، لأن قولهم للجارية: غُلامة، شاذٌّ ولا يحمل الكلام على الشذوذ.


(٧٦) إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن راهويه، ت ٢٣٨ هـ. (تهذيب التهذيب ١ / ٢١٦، خلاصة تذهيب الكمال ١ / ٦٩) .
(٧٧) وكيع بن الجراح الكوفي الحافظ، ت ١٩٦ هـ. (طبقات ابن خياط ٤٠٠، مشاهير علماء الأمصار ١٧٣) .
(٧٨) هو سفيان الثوري. سلفت ترجمته.
(٧٩) طلحة بن عمرو القناد هو الذي روى عن الشعبي فيمن اسمه طلحة كما في تهذيب التهذيب ٥ / ٢٤، ولم أجد من لقبه الأعلم.
(٨٠) لم أقف عليه.
(٨١) لجرير، ديوانه ١٠٨١.
(٨٢) بلا عزو في لحن العوام ٢٣٠ واللسان (رمل) .
(٨٣) من ل.
(٨٤) ك: ابن قتيبة عندنا.

<<  <  ج: ص:  >  >>