للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والوسطى، وأسندُ بهذه، يعني الإبهام، وأجمع مما شذَّ بهذه، يعني البنصر، وأضرب فيها ضرب اليتيم عند والي السوء) .

فقوله: لها جناحان من العراق، يدل على أنّ العُراق فِدَر اللحم، إذ كانت العرب لا تصف الثُّرَدَ والأطعمة بكثرة العظام.

ويدلّ أيضاً على صحة قول أبي عبيد أن يعقوب بن السكيت (١٨٢) حكى عن الكلابي (١٨٣) أنه قال: (أتيت بني فلان فشممت عندهُم ريح عَرَم) ، وقد قال ابن قتيبة (١٨٤) : " العَرَمُ " و " العَرْق " شيء واحد، فلولا أنّ " العَرْق " لحم لم يقل: شممت ريحه، لأن العظم ليس الغالب عليها أن تشم لها روائح إذا خلت من اللحم.

وقول الشاعر: تبري اللحم عن عُراقها، العُراق: الأكل، من قولهم: عرقت العظم عُراقاً: إذا أكلت ما عليه من اللحم، والعظم معروقٌ.

وتلخيص البيت: تبري من شدة أكلها العظم، كما يقال: اشتكى من دواء شربه، وعن دواء. (٣٨٥)

و" العُراق " في المصادر، بمنزلة قولهم: سَكَتَ سُكاتا، وصَمَتَ صُماتاً، وصَرَخَ صُراخاً. و " العَرْقُ " بمنزلة " العُراق "، مصدر لعرقت، ولا يجوز أن يكون واحد " العراق "، على ما ذكر ابن قتيبة. لأنه لم يؤثر عن العرب " فُعال " في جمع " فَعْل ". قال الشاعر:

(إذا استهديت من لحم فأَهدي ... من المأْناتِ أو فِدَرِ السنامِ)

(ولا تهدي الأَمَرَّ وما يليه ... ولا تُهْدِنَّ مَعْروقَ العِظامِ) (١٨٥)

المأنات: الطَفْطَفَة التي بين الضَرع والسُّرّة. والأمرّ: المصارين. ويقال: قد تعرَّقَ العَرْق: إذا أكل اللحم من على العظم.


(١٨٢) تهذيب الألفاظ ٦١٢.
(١٨٣) أبو صاعد، سلفت ترجمته.
(١٨٤) سبقه ابن السكيت إذ قال في تهذيب الألفاظ ٦١٢: (والعراق والعرام واحد) .
(١٨٥) بلا عزو في الجمهرة ١ / ١٦، والاشتقاق ٢٣، واللسان (مرر) .

<<  <  ج: ص:  >  >>