للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٣٤ - وقولهم: هو خَصْمٌ أَلّدُّ

(٢٣٠) ٢٤٦ / أ

/ قال أبو بكر: الأَلَدُّ، معناه في كلام العرب: الشديد الخصومة والجدال. يقال: رجل أَلَدُّ، من قوم لُدٍّ، وامرأة لدّاء. ويقال: ما كنتَ أَلَدَّ، ولقد لَدِدْتَ، (٣٩٣) وأنتَ تَلَدُّ. قال الله عز وجل: {وهو أَلّدُّ الخصامِ} (٢٣١) ، أي: شديد الخصومة، وأنشدني أبي - رحمه الله - قال: أنشدني أبو عكرمة:

(إنّ تحت الأحجار حَزْماً وجودا ... وخصيماً أَلَدَّ ذا مِغْلاقِ)

(حيّةً في الوجار أَرْبَد لا ينفع ... منه السليم نَفثُ الراقي) (٢٣٢)

وقال الآخر (٢٣٣) :

(فكوني على الواشينَ لَدّاءَ شَغْبَةً ... كما أنا للواشي أَلَدُّ شَغوبُ)

فإذا غلب الرجلُ الرجل بخصومته قال: لَدَدْته أَلُدُّهُ لَدّاً. قال الشاعر:

(أَلُدُّ أقرانَ الخصومِ اللُّدِ ... )

(ثُمَّ أردّي بهمُ مَنْ تردي ... ) (٢٣٤)

ويقال: لَدَدْت الرجل: إذا سقيته اللدودَ، وهو دواءُ يسقاه في أحد جانبي فيه.

قال ابن عباس: قال رسول الله: (خير ما تدوايتم به اللدود والسّعوط والحِجامة والمَشِيُّ) (٢٣٥) .

وقالت عائشة: (لَدَدْنا رسولَ الله في مرضه الذي مات فيه، فجعل يشير إلينا: لا تَلُدُّوني، فقلنا: كراهية المريضِ للدواءِ. ثم أفاقَ فقال: لا يبقى في البيت أَحَدٌ إلاّ لُدَّ وأنا أنظر إليه إلاّ عمِّي العباس، فإنّه لم يشهدْكُم) (٢٣٦) .

فقيل: إنّ رسول الله أمر بلدهم عقاباً لهم، إذ خالفوا أمره، ولَدُّوه


(٢٣٠) معاني القرآن ١ / ١٢٣. وينظر ٣٠٥ - ٣٠٦ من هذا الكتاب.
(٢٣١) البقرة ٢٠٤.
(٢٣٢) البيتان للمهلهل في الأغاني ٥ / ٥٥. والوجار جحر الضبع والأسد والذئب.
(٢٣٣) كثير أو ابن الطثرية أو ابن الدمينة. (ينظر: ديوان كثير ٥٢٣. شعر ابن الطثرية ٦٢. ديوان ابن الدمينة ١١٢) .
(٢٣٤) بلا عزو في معاني القرآن ٢ / ١٢٣ وتفسير الطبري ٢ / ٣١٥.
(٢٣٥) غريب الحديث ١ / ٢٣٤.
(٢٣٦) غريب الحديث ١ / ٢٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>