للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال النبي: (المُتشّبِّعُ بما لا يملكُ كلابسٍ ثَوْبَيْ زُورٍ) (٢٥٧) . أراد: كفاعل فعل قبيح. والمتشبع بما لا يملك هو الذي ينتفج (٢٥٨) بما ليس عنده، ليغيظ جليسه، ويُصغّر نعم الله عنده.

ويقال: كلابس ثوبي زور، معناه: كمن يلبس لُبْس النُسّاك، ويتزيا بزيِّهم، وينطوي على خلافهم، ويفعل أفعال الفساق. فجعل لابس ثوبي زور، لخلاف سريرته علانيته (٢٥٩) .

٨٣٧ - وقولهم: قد هَبَّتِ الريحُ

(٢٦٠)

قال أبو بكر: قال بعض أهل اللغة: إنّما سُميت الريح ريحاً، لأنَّ الغالب عليها في هبوبها المجيء بالرَّوح والراحة، وانقطاع هبوبها يكسب الكَرْبَ والغَم والأذى. فهي مأخوذة من " الرَّوْحِ ".

وأصلها: رِوْحٌ، فصارت الواو ياء، لسكونها وانكسار ما قبلها (٢٦١) ، كما فعلوا مثل ذلك في " الميزان " و " الميعاد " و " العيد ".

والدليل على أن أصل " ريح ": رِوْح، قولهم في الجمع: أرواح، ولو كانت الياء صحيحة في " الريح " لقيل في الجمع: أرياح، و " أرياح " خطأ لا تتكلم العرب به (٢٦٢) . قال زهير (٢٦٣) : (٣٩٨)

(قف بالديارِ التي لم يَعْفُها القِدَمُ ... بلى وَغِيَّرها الأرواحُ والدِيَمُ)

(٢٥٦) بلا عزو في اللسان (طلس) .


(٢٥٧) النهاية ٢ / ٣١٨.
(٢٥٨) ك: ينتفخ.
(٢٥٩) ل: لمخالفة علانيته سريرته.
(٢٦٠) اللسان (روح) .
(٢٦١) رسالة الريح ٢٢٢.
(٢٦٢) قال ابن خالويه في رسالة الريح ٢٢٢: (وذكر اللحياني في نوادره: أرياح، وذلك شاذ مثل حوض وأحواض) .
(٢٦٣) ديوانه ١٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>