للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٨٤١ - وقولهم قد نالَتْهُم مُلِمَّةٌ من دَهْرِهِمْ

(٣٠٠)

/ قال أبو بكر: الملمة: خَصْلة مكروهة لحقتهم بعد تقدم الأمور الجميلة ٢٤٨ / ب المحبوبة. وأصل " مُلِمّة " من: أَلِمّ فلان يُلِمُّ إلْماماً: إذا زره زيارةً غير كثيرة، ولا متصلة. قال الشاعر:

(أَلمِمْ بليلى ولا تُكثِرْ زيارتها ... يا طالبَ الخير إنَّ الخيرَ مطلوبُ) (٣٠١) و " اللِمام " اسم من " ألممت "، معناه كمعنى " الإلمام ". قال جرير (٣٠٢) : (٤٠٤)

(بنفسي منْ تَجنّبه عزيزٌ ... عليَّ ومَنْ زيارتُهُ لِمامُ)

وقال القَس (٣٠٣) :

(على سلامةِ القلبِ السلامُ ... تَحِيَّةَ مَنْ زيارَتُهُ لِمامُ)

(أُحِبُّ لِقاءها وأصدُّ عنها ... كأنَّ لقاءها شيءٌ حرامُ)

ويجوز أن يكون " اللِمام " جمع " اللَّمَم "، و " اللمم " اسم من " أََلمت "، معناه كمعنى " الإِلمام "، فجُمع على " فِعال "، كما قيل: جَمَل وجمال، وجَبَل وجِبال. قال الله عز وجل: {الذينَ يجتنبونَ كبائرَ الإِثمِ والفواحشَ إلاّ اللَّمَمَ} (٣٠٤) . فاللم النظرة التي تقع فَجأةً عن غير تعمد وقصد، وهي مغفورة. فإن أعاد النظرة، كانت معصية، ولم تكن لَمَاً (٣٠٥) .

وقال أبو عبيدة (٣٠٦) : اللمم ليس من الكبائر، ولا الفواحش، [لكنه استثناء منقطع، والتأويل: إلا أن يلم ملم بشيء ليس من الكبائر، ولا الفواحش] . وأنشد:


(٣٠٠) اللسان (لمم) .
(٣٠١) لم أقف عليه.
(٣٠٢) ديوانه ٢٧٩.
(٣٠٣) عبد الرحمن بن أبي عمار صاحب سلامة القس. (الأغاني ٨ / ٣٣٤ - ٣٥١، العقد الفريد ٦ / ١٦) .
(٣٠٤) النجم ٣٢.
(٣٠٥) وهو قول الكلبي في معاني القرآن ٣ / ١٠٠.
(٣٠٦) مجاز القرآن ٢ / ٢٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>