للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي بَلْهَ (١٣٥) ثلاثة أقوال:

يروى عن جماعة من أهل اللغة أنهم قالوا: معنى بله: على؛ واحتجوا بقول النبي (١٣٦) : [يقول الله عز وعلا: إني أعددتُ لعبادي الصالحين مالا عين رأت ولا أذن سمعت ذُخْراً، بَلهَ ما أطلعتهم (١٣٧) عليه] . وقال الفراء: معنى بله: فدع ما أطلعتهم عليه.

ويقال: هي بمعنى: كيف.

وقال الفراء: [العرب] تنصب ببله، وتخفض بها؛ وأنشد (١٣٨) في الخفض [يصف السيف] (١٣٩) :

(تَدَعُ الجماجمَ ضاحِياً هاماتُها ... بَلْهَ الأكفِّ كأنَّها لم تُخْلَقِ) (١٤٠)

فخفض هذا ببله. وقال الآخر (١٤١) في النصب:

(يمشي القطوفُ إذا غنَّى الحُداةُ به ... مَشْيَ الجوادِ فبَلْهَ الجِلَّةَ النُّجُبا)

فنصب ببله على معنى: فدع الجلة النجبا. (١٩٢)

وقال الفراء: من خفض بها جعلها بمنزلة: على، وما أشبهها من حروف الخفض. ومن نصب بها جعلها بمنزلة: دع

وقرأ قتادة (١٤٢) : {وَسَّعَ كلَّ شيءٍ علماً} فمعناه: ملأ كل شيء علماً.


(١٣٥) ينظر في (بله) الجنى الداني ٤٢٤ (قباوة) ٤٠٤ (محسن) المغنى ١٢٢. وقد نقل الأزهري كلام أبي بكر فيها في التهذيب: ٦ / ٣١٣ وينظر ما سيأتي: ٣٦١.
(١٣٦) غريب الحديث ١ / ١٨٥، النهاية ١ / ١٥٤.
(١٣٧) ك: أطلعتهم.
(١٣٨) من ل. ك. وفي الأصل: أنشدوا (١٣٩) من ك.
(١٤٠) لكعب بن مالك في ديوانه ٢٤٥. وينظر غريب الحديث: ١ / ١٨٦.
(١٤١) ابن هرمة، ديوانه ٥٧ (العراق) وأخلت به طبعة دمشق. وينظر غريب الحديث: ١ / ١٨٧ والقطوف من الدواب [المتقارب الخطو، البطيء] .
(١٤٢) القرطبي ١١ / ٢٤٣ والبحر ٦ / ٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>