للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حدثني أبو محمد بن حرم، قال: حدثني قاسم بن محمد، قال: حدثني إبن شبلاق، قال: رأيت في النوم كأني في مقبرة ذات أزاهير ونواوير، وفيها قبر حواليه الريحان الكثير، وقوم يشربون، فكنت أقول لهم: والله ما زجرتكم الموعظة، ولا وقرتم المقبرة، قال: فكانوا يقولون لي: أو ما تعرف قبر من هو؟ فكنت أقول لهم: لا. قال: فقالوا لي: هذا قبر أبي على الحكمي الحسن بن هاني، قال: فكنت أولى فيقولون: والله لا تبرح أو ترثيه، قال: فكنت أقول:

جادك يا قبر نشاً الغمام ... وعاد بالعفو عليك السلام

ففيك أضحى الظرف مستودعاً ... واستترت عنا عيون الكلام

عبد الرحمن بن عبد الله الغافقي وهو العكي أمير الأندلس، وليها في حدود العشر ومائة من قبل عبيدة بن عبد الرحمن القيسي صاحب إفريقية؛ وعبد الرحمن الغافقي هذا من التابعين يروى عن عبد الله، عمر بن عبد العزيز، وعبد الله بن عياض، استشهد في قتال الروم بالأندلس سنة خمس عشرة ومائة، ذكر ذلك غير واحد، وكان رجلاً صالحاً جميل السيرة في ولايته، كثير الغزو للروم، عدل القسمة في الغنائم، وله في ذلك خبر مشهور؛ أخبرنا به في الإجازة لفظاً وكتابة أبو القاسم عبد الرحمن بن المظفر بالقسطاط، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد ابن اسماعيل، قال أخبرنا أبو القاسم علي بن الحسن بن حلف بن قديد، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: غزا عبد الرحمن يعنى ابن عبد الله العكى إفرنجه، وهم أقاصي عدو الأندلس، فغنم غنائم كثيرة، وظفر بهم، وكان فيما أصاب رجل من ذهب مفصصة بالدر والياقوت والزبرجد، فأمر بها فكسرت، ثم أخرج

<<  <   >  >>