للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٠٠٩٢ - حدَّثنا أبُو نُعَيْمٍ قَالَ حدَّثنا عبْدُ الرَّحْمانِ بنُ الغَسِيلِ عنْ حَمْزَةَ بنِ أبِي أُسَيْدٍ عنْ أبِيهِ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَوْمَ بَدْر حِينَ صَفَفْنا لِقُرَيْشٍ وصَفُّوا لَنا إذَا أكْتَبُوكُمْ فعَلَيْكُمْ بالنَّبْلِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (فَعَلَيْكُم بِالنَّبلِ) ، فَإِنَّهُ تحريض على الرَّمْي بِالسِّهَامِ، وَأَبُو نعيم، بِضَم النُّون: الْفضل بن دُكَيْن، وَعبد الرَّحْمَن ابْن الغسيل هُوَ عبد الرَّحْمَن بن سُلَيْمَان بن عبد الله بن حَنْظَلَة بن أبي عَامر الراهب، وحَنْظَلَة هُوَ غسيل الْمَلَائِكَة، مر فِي الْجُمُعَة فِي: بَاب من قَالَ أما بعد، وَحَمْزَة، بِالْحَاء الْمُهْملَة وبالزاي: ابْن أبي أسيد، بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين وَإِسْكَان الْيَاء آخر الْحُرُوف، وَأَبُو أسيد اسْمه مَالك السَّاعِدِيّ الخزرجي مر فِي: بَاب من شكا إِمَامه.

قَوْله: (حِين صففنا لقريش) قَالَ الْخطابِيّ: وَفِي بعض النّسخ: حِين أففنا، مَكَان: صففنا، فَإِن كَانَ مَحْفُوظًا فَمَعْنَاه الْقرب مِنْهُم والتدلي عَلَيْهِم. كَأَن مكانهم الَّذِي كَانُوا فِيهِ أهبط من مصَاف هَؤُلَاءِ، وَمِنْه قَوْلهم: أَسف الطَّائِر فِي طيرانه إِذا انحط إِلَى أَن يُقَارب وَجه الأَرْض، ثمَّ يطير صاعداً. قَوْله: (إِذا اكثبو) ، بالثاء الْمُثَلَّثَة وَالْبَاء الْمُوَحدَة، يُقَال: أكثبك الصَّيْد إِذا أمكنك أَو قرب مِنْك، وَالْمعْنَى هُنَا: إِذا دنوا مِنْكُم وقاربوكم، وَفِي (الغريبين) : إِذا كثبوكم من الكثب بِفتْحَتَيْنِ وَهُوَ الْقرب، وَقد اسْتشْكل بِأَن الَّذِي يَلِيق بالدنو المطاعنة بِالرُّمْحِ وَالْمُضَاربَة بِالسَّيْفِ، وَأما الَّذِي يَلِيق برمي النبل فالبعد، وَالْجَوَاب أَنه لَا إِشْكَال فِيهِ، وَالْمعْنَى هُوَ الَّذِي مر ذكره، لأَنهم إِذا لم يقربُوا ورموهم على بعد قد لَا تصل إِلَيْهِم وَتذهب نبالهم ضيَاعًا، وَيُؤَيّد هَذَا مَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد من حَدِيث حَمْزَة بن أبي أسيد عَن أَبِيه قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، حِين اصطففنا يَوْم بدر: إِذا غشوكم فارموهم بِالنَّبلِ واستبقوا نبلكم، وَفِي رِوَايَة لَهُ: إِذا أكثبوكم فارموهم وَلَا تسلوا السيوف حَتَّى يغشوكم. وَقَالَ الدَّاودِيّ: معنى أكثبوكم: كاثروكم، ورد عَلَيْهِ هَذَا التَّفْسِير بِأَنَّهُ لَا يعرف. قَوْله: (فَعَلَيْكُم بِالنَّبلِ) ، أَي: لازموها، والنبل جمع نبلة وَيجمع على نبال أَيْضا، وَهِي: السِّهَام الْعَرَبيَّة اللطاف.

٩٧ - (بابُ اللَّهْوِ بالحِرَابِ ونَحْوِهَا)

أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَشْرُوعِيَّة اللَّهْو بالحراب، بِكَسْر الْحَاء: جمع الحربة. قَوْله: وَنَحْوهَا، أَي: نَحْو الحراب من آلَات الْحَرْب كالسيف والقوس والنبل.

١٠٩٢ - حدَّثنا إبْرَاهِيمُ بنُ مُوسَى قَالَ أخبرنَا هِشامٌ عنْ مَعْمَرٍ عنِ الزُّهْرِيِّ عنِ ابنِ المُسَيَّبِ عنْ أبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ بَيْنَا قَالَ بَيْنا الحَبَشَةُ يَلْعَبُونَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِحِرَابِهِمْ دَخَلَ عُمَرُ فأهْوَى إِلَى الحَصَى فَحَصَبَهُمْ بِها فَقَالَ دَعْهُمْ يَا عُمَرُ. وزَادَ عَلَيَّ قَالَ حدَّثنا عبدُ الرَّزَّاقِ قَالَ أخْبَرَنَا مَعْمَرٌ فِي المَسْجِدِ.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. فَإِن قلت: لَيْسَ فِي الحَدِيث ذكر الحراب؟ قلت: ورد ذكره فِي بعض طرقه فِي حَدِيث عَائِشَة، وَقد مر فِي كتاب الصَّلَاة فِي: بَاب أَصْحَاب الحراب فِي الْمَسْجِد.

وَإِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن يزِيد الْفراء أَبُو إِسْحَاق الرَّازِيّ، يعرف بالصغير، وَهِشَام بن يُوسُف، وَمعمر بن رَاشد، وَالزهْرِيّ مُحَمَّد بن مُسلم، وَابْن الْمسيب سعيد.

والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الْعِيد عَن مُحَمَّد بن رَافع وَعبد بن حميد.

قَوْله: (فَأَهوى) ، أَي: قصد، والحصى: جمع حَصَاة. قَوْله: (فحصبهم بهَا) أَي: رماهم بالحصى. قَوْله: (دعهم أَي: اتركهم. قَوْله: (وَزَاد عَليّ) ، أَي: ابْن الْمَدِينِيّ، وَالزِّيَادَة هِيَ لَفْظَة: فِي الْمَسْجِد، وَفِي رِوَايَة الْكشميهني: وزادنا عَليّ، وَفِي (التَّوْضِيح) : واللعب بالحراب سنة ليَكُون ذَلِك عدَّة للقاء الْعَدو، وليتدرب النَّاس فِيهِ. وَلم يعلم عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، معنى ذَلِك حِين حصبهم حَتَّى قَالَ لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: دعهم.

وَفِيه: أَن من تَأَول فأخطٌ لَا لوم عَلَيْهِ، لِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يوبخ عمر إِذْ كَانَ متأولاً، وَقَالَ ابْن التِّين: حصبُ عمر الْحَبَشَة يحْتَمل أَن يكون ظن أَنه لم ير رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلم يعلم أَنه رَآهُمْ أَو يكون

<<  <  ج: ص:  >  >>