للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَشَارَ بِهِ إِلَى أَن لفظ (يبطش) فِيهِ لُغَتَانِ: إِحْدَاهمَا كسر الطَّاء، وَالْأُخْرَى ضمهَا. وَهُوَ فِي قَوْله: {فَلَمَّا أَرَادَ أَن يبطش بِالَّذِي هُوَ عَدو لَهما} (الْقَصَص: ٩١) . وَالْكَسْر هِيَ: الْقِرَاءَة الْمَشْهُورَة هُنَا، وَفِي قَوْله تَعَالَى: {يَوْم نبطش البطشة الْكُبْرَى} (الدُّخان: ٦١) . وَالضَّم قِرَاءَة الْحسن وَابْن جَعْفَر، رَحِمهم الله تَعَالَى.

يأتَمِرُونَ يَتَشَاوَرُونَ

أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {إِن الْمَلأ يأتمرون بك ليقتلوك} (الْقَصَص: ٠٢) . وَفَسرهُ بقوله: يتشاورون، وَكَذَا فسره أَبُو عُبَيْدَة، وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة: مَعْنَاهُ يَأْمر بَعضهم بَعْضًا.

والجَذْوَةُ قِطْعَةٌ غَلِيظَةٌ مِنَ الخَشَبِ لَيْسَ فِيهَا لَهَبٌ

أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {أَو جذوة من النَّار} (الْقَصَص: ٩٢) . ثمَّ فَسرهَا بِمَا ذكره أَبُو عُبَيْدَة، والجذوة مُثَلّثَة الْجِيم.

سَنَشُدُّ سَنُعِينُكَ

أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {سنشد عضك بأخيك} (الْقَصَص: ٥٣) . وَفَسرهُ بقوله: سنعينك، وَفَسرهُ أَبُو عُبَيْدَة بقوله: سنقويك بِهِ ونعينك، يُقَال: شدّ فلَان عضد فلَان إِذا أَعَانَهُ.

كُلَّمَا عَزَّزتَ شَيْئَاً فَقَدْ جَعَلْتَ لَهُ عَضُدَاً

هَذَا من بَقِيَّة تَفْسِير: سنشد عضدك، وَهُوَ ظَاهر.

وَقَالَ غَيْرُهُ كُلَّمَا لَمْ يَنْطِقْ بِحَرْفٍ أوْ فِيهِ تَمْتَمَةٌ أوْ فأفَأةٌ فَهْيَ عُقْدَة

أَشَارَ بِهَذَا إِلَى تَفْسِير: عقدَة، فِي قَوْله تَعَالَى: {رب اشرح لي صَدْرِي وَيسر لي أَمْرِي واحلل عقدَة من لساني} (طه: ٥٢ ٧٢) . وروى الطَّبَرِيّ بِإِسْنَادِهِ من طَرِيق السّديّ، قَالَ: لما تحرّك مُوسَى أَخَذته آسِيَة امْرَأَة فِرْعَوْن ترقصه ثمَّ ناولته لفرعون فَأخذ مُوسَى بلحية فِرْعَوْن فنتفها، فاستدعى فِرْعَوْن بالذباحين، فَقَالَت آسِيَة: إِنَّه صبي لَا يعقل، فَوضعت لَهُ جمراً وياقوتاً، وَقَالَت: إِن أَخذ الْيَاقُوت فاذبحه، وَإِن أَخذ الْجَمْر فاعرف أَنه لَا يعقل، فجَاء جِبْرِيل، عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام، فَطرح فِي يَده جَمْرَة، فطرحها فِي فِيهِ، فاحترقت لِسَانه، فَصَارَت فِي لِسَانه عقدَة من يَوْمئِذٍ، وَقيل: لما وضع فِرْعَوْن مُوسَى فِي حجره تنَاول لحيته ومدها ونتف مِنْهَا، وَكَانَت لحيته طَوِيلَة سَبْعَة أشبار، وَكَانَ هُوَ قَصِيرا، وَيُقَال: لطم وَجهه وَكَانَ يلْعَب بَين يَدَيْهِ، وَيُقَال: كَانَ بِيَدِهِ قضيب صَغِير يلْعَب بِهِ فَضرب بِهِ رَأسه فَعِنْدَ ذَلِك غضب غَضبا شَدِيدا وَتَطير مِنْهُ، وَقَالَ: هَذَا عدوي الْمَطْلُوب ثمَّ جرى مَا ذَكرْنَاهُ. فَإِن قلت: كَيفَ لم تحرقه النَّار يَوْم التَّنور الي ألقِي فِيهَا وأحرقت لِسَانه فِي هَذَا الْيَوْم؟ قلت: لِأَنَّهُ قَالَ يَوْمًا لفرعون: يَا بَابا، فَعُوقِبَ لِسَانه وَلم تعاقب يَده لِأَنَّهَا مدت لحية فِرْعَوْن، وَلِهَذَا ظَهرت المعجزة فِي الْيَد دون اللِّسَان. {تخرج بَيْضَاء من غير سوء} (طه: ٢٢، النَّمْل: ٢١، الْقَصَص: ٢٣) . وَقيل: لم يَحْتَرِق فِي التَّنور ليدوم لَهُ الْأنس بَينه وَبَين النَّار لَيْلَة التكليم، وَقيل: إِنَّمَا لم تحترق يَده ليجاهد بهَا فِرْعَوْن بِحمْل الْعَصَا. قَوْله: (تمتمة) هِيَ التَّرَدُّد فِي النُّطْق بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاة من فَوق، قَوْله: (أَو فأفأة) هِيَ التَّرَدُّد فِي النُّطْق بِالْفَاءِ.

أزْرِي ظَهْرِي

أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {أشدد بِهِ أزري وأشركه فِي أَمْرِي} (طه: ١٣) . وَفسّر الأزر بِالظّهْرِ، كَذَا روى الطَّبَرِيّ عَن ابْن عَبَّاس.

فَيُسْحِتَكُمْ فَيُهْلِكَكُمْ

أَشَارَ بِهِ إِلَى مَا فِي قَوْله تَعَالَى: {فيسحتكم بِعَذَاب وَقد خَابَ من افترى} (طه: ١٦) . وَفسّر: فيسحتكم، قَوْله: يهلككم، وَهَكَذَا روى الطَّبَرِيّ عَن ابْن عَبَّاس، وَقَالَ أَبُو عُبَيْدَة: سحت وأسحت بِمَعْنى، وَقَالَ الطَّبَرِيّ: سحت أَكثر من أسحت.

الْمُثْلى تأنِيثُ الأمْثَلِ يَقُولُ بِدِينِكُمْ يُقالُ خُذِ المُثْلَى خُذِ الأمْثَلَ

<<  <  ج: ص:  >  >>