للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَسَماهُ عمر، رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ، سيد الْمُسلمين، وَقد تكَرر ذكر رِجَاله لَا سِيمَا على هَذَا النسق.

والْحَدِيث أخرجه فِي التَّفْسِير أَيْضا عَن غنْدر. وَأخرجه مُسلم فِي الصَّلَاة وَفِي الْفَضَائِل عَن أبي مُوسَى وَبُنْدَار. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي المناقب عَن بنْدَار. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن مُحَمَّد بن عبد الْأَعْلَى، وَفِي التَّفْسِير عَن إِبْرَاهِيم بن الْحسن.

قَوْله: (قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأبي بن كَعْب: إِن الله أَمرنِي أَن أَقرَأ عَلَيْك) وَفِي رِوَايَة لِأَحْمَد من حَدِيث عَليّ بن زيد عَن عمار بن أبي عمار عَن أبي حَيَّة: لما نزلت لم يكن، قَالَ جِبْرَائِيل، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، لرَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن رَبك أَمرك أَن تقرئها أَبَيَا. فَقَالَ لَهُ: إِن الله أَمرنِي أَن أقرئك هَذِه السُّورَة، فَبكى وَالْحكمَة فِي أمره بِالْقِرَاءَةِ عَلَيْهِ هِيَ أَنه يتَعَلَّق أبي أَلْفَاظه وَكَيْفِيَّة أَدَائِهِ ومواضع الْوُقُوف، فَكَانَت الْقِرَاءَة عَلَيْهِ لتعليمه لَا ليتعلم مِنْهُ، وَأَنه يسن عرض الْقُرْآن على حفاظه المجودين لأدائه وَإِن كَانُوا دونه فِي النّسَب وَالدّين والفضيلة وَنَحْو ذَلِك، أَو أَن يُنَبه النَّاس على فَضِيلَة أبي ويحثهم على الْأَخْذ عَنهُ وتقديمه فِي ذَلِك، وَكَانَ كَذَلِك، وَصَارَ بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، رَأْسا وإماماً مَشْهُورا فِيهِ. قَوْله: {لم يكن الَّذين كفرُوا} (الْبَيِّنَة: ١) . تَخْصِيص هَذِه السُّورَة لِأَنَّهَا مَعَ وجازتها جَامِعَة لأصول وقواعد ومهمات عَظِيمَة، وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: خص هَذِه السُّورَة بِالذكر لما احتوت عَلَيْهِ من التَّوْحِيد والرسالة وَالْإِخْلَاص والصحف والكتب الْمنزلَة على الْأَنْبِيَاء، عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام، وَذكر الصَّلَاة وَالزَّكَاة والمعاد وَبَيَان أهل الْجنَّة وَالنَّار مَعَ وجازتها، وَقيل: لِأَن فِيهَا {رَسُول من الله يَتْلُو صحفاً مطهرة} (الْبَيِّنَة: ٢) . قَوْله: (قَالَ: وسماني الله؟) أَي: قَالَ أبي: وسماني الله؟ يَعْنِي هَل نَص عَليّ باسمي؟ أَو قَالَ: إقرأ على وَاحِد من أَصْحَابك فاخترتني أَنْت؟ قَالَ: نعم، أَي: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: نعم إِن الله سماك. وَفِي رِوَايَة للطبراني عَن أبي بن كَعْب، قَالَ: نعم بِاسْمِك ونسبك فِي الْمَلأ الْأَعْلَى، وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ. وَفِي رِوَايَة: الله سماني لَك؟ بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام على التَّعَجُّب مِنْهُ إِذْ كَانَ ذَلِك عِنْده مستبعداً، لِأَن تَسْمِيَته تَعَالَى لَهُ وتعيينه ليقْرَأ عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، تشريف عَظِيم، فَلذَلِك بَكَى من شدَّة الْفَرح وَالسُّرُور، وَقَالَ النَّوَوِيّ؛ قيل؛ بكاؤه خوفًا من تَقْصِيره على شكر هَذِه النِّعْمَة الْعَظِيمَة، وروى الْحَاكِم مصححاً من حَدِيث زر بن حُبَيْش عَن أبي بن كَعْب: أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قَرَأَ عَلَيْهِ {لم يكن} (الْبَيِّنَة: ١) . وَقَرَأَ فِيهَا: إِن الدّين عِنْد الله الحنيفية لَا الْيَهُودِيَّة وَلَا النَّصْرَانِيَّة وَلَا الْمَجُوسِيَّة، من تعجل خيرا فَلَنْ يكفره، وَالله أعلم.

٧١ - (بابُ مَنَاقِبِ زَيْدِ بنِ ثابِتٍ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ)

أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان مَنَاقِب زيد بن ثَابت بن الضَّحَّاك بن زيد بن لوذان بن عَمْرو بن عبد بن عَوْف بن غنم بن مَالك بن النجار الْأنْصَارِيّ النجاري أَبُو سعيد، وَيُقَال: أَبُو خَارِجَة الْمدنِي، وَأمه النوار بنت مَالك بن النجار، قدم رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، الْمَدِينَة وَهُوَ ابْن إِحْدَى عشرَة سنة، وَكَانَ يكْتب الْوَحْي لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَكَانَ من فضلاء الصَّحَابَة وَمن أَصْحَاب الْفَتْوَى، توفّي سنة خمس وَأَرْبَعين بِالْمَدِينَةِ أَو سنة سِتّ وَخمسين.

٠١٨٣ - حدَّثني مُحَمَّدُ بنُ بَشَّارٍ حدَّثنا يَحْيَى حدَّثَنا شُعْبَةُ عنْ قَتَادَة عنْ أنَسٍ رَضِي الله تَعَالَى عنهُ جَمَعَ القُرْآنُ علَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنَ الأنْصَارِ أُبَيٌّ ومُعَاذُ بنُ جَبَلٍ وأبُو زَيْدٍ وزَيْدُ ابنُ ثابِتٍ قُلْتُ لأنسٍ مَنْ أبُو زَيْدٍ قَالَ أحَدُ عُمُومَتِي. .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، لِأَن جمع زيد بن ثَابت الْقُرْآن على عهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم منقبة عَظِيمَة، وَيحيى هُوَ: ابْن سعيد الْقطَّان.

والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الْفَضَائِل عَن أبي مُوسَى وَعَن يحيى بن حبيب. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي المناقب عَن بنْدَار عَن يحيى. وَأخرجه النَّسَائِيّ فِيهِ عَن مُحَمَّد بن يحيى وَفِي فَضَائِل الْقُرْآن عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم وَعَن بنْدَار عَن يحيى.

قَوْله: (جمع الْقُرْآن) أَي: اسْتَظْهرهُ حفظا. قَوْله: (وَأَبُو زيد) قَالَ ابْن الْمَدِينِيّ: اسْمه أَوْس، وَعَن يحيى بن معِين: هُوَ ثَابت بن زيد بن مَالك الأشْهَلِي، وَقيل: هُوَ سعد بن عبيد بن النُّعْمَان، وَبِذَلِك جزم الطَّبَرَانِيّ عَن شَيْخه أبي بكر بن صَدَقَة. قَالَ: هُوَ الَّذِي كَانَ يُقَال لَهُ: القارىء، وَكَانَ على الْقَادِسِيَّة، وَاسْتشْهدَ بهَا سنة خمس عشرَة، وَهُوَ وَالِد عُمَيْر بن سعد. وَعَن الْوَاقِدِيّ: هُوَ قيس بن السكن بن

<<  <  ج: ص:  >  >>