للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، قبل قدومه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، الْمَدِينَة بِشَهْر فِي صفر، وَلما قدم رَسُول الله، صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، الْمَدِينَة أَتَى قَبره فِي أَصْحَابه وَكبر عَلَيْهِ أَرْبعا وَصلى، وَفِي بعض النّسخ: مَوضِع: قَالَ أَبُو عبد الله، قَالَ عبد الله بن مُحَمَّد، وَهُوَ الْجعْفِيّ أَن ابْن عُيَيْنَة قَالَ: أَحدهمَا الْبَراء بن معْرور، كَذَا فِي رِوَايَة أبي ذَر وَغَيره، وَوَقع فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ: قَالَ سُفْيَان: خالاه الْبَراء بن معْرور وَأَخُوهُ، وَلم يسمه، وَاعْترض الدمياطي قَول سُفْيَان فِي الحَدِيث، فَقَالَ: هَذَا وهم لِأَن أم جَابر هِيَ أنيسَة بنت غنمة بن عدي، وأخواها ثَعْلَبَة وَعمر وهما خالا جَابر وَقد شهد الْعقبَة الْأَخِيرَة، وَأما الْبَراء بن معْرور فَلَيْسَ هُوَ من أخوال جَابر. انْتهى. وَقَالَ بَعضهم: لكنه من أقَارِب أمه، وأقارب الْأُم يسمون أخوالاً مجَازًا. قلت: لَا ضَرُورَة إِلَى الذّهاب إِلَى الْمجَاز من غير دَاع لَهُ مَعَ شهرة النّسَب فِيمَا بَينهم، لِأَن ثَعْلَبَة وعمراً ابْنا غنمة بن عدي بن سِنَان بن عبيد ابْن عَمْرو بن سَواد بن غنم بن كَعْب بن سَلمَة، وَشهد ثَعْلَبَة الْعقبَة فِي السّبْعين، وَشهد بَدْرًا وَهُوَ أحد الَّذين كسروا الهة بني سَلمَة، قتل يَوْم الخَنْدَق شَهِيدا، قَتله هُبَيْرَة بن أبي وهب المَخْزُومِي، قَالَ أَبُو عمر: وَقيل: قتل يَوْم خَيْبَر شَهِيدا، وَأما عَمْرو أَخُوهُ فَإِنَّهُ شهد بيعَة الْعقبَة مَعَ أَخِيه ثَعْلَبَة، وَهُوَ أحد البكائين الَّذين نزلت فيهم: {وَلَا على الَّذين إِذا مَا أتوك لتحملهم ... } (التَّوْبَة: ٩٢) . الْآيَة، وَمَات وَلَيْسَ لَهُ عقب. وَقَالَ صَاحب (التَّوْضِيح) : قَالَ شَيخنَا فِي شَرحه: يُرِيد وَالله أعلم بخالاي: عبس بن عَامر بن عدي بن سِنَان بن عبيد، وخَالِد بن عدي بن سِنَان، وَذَلِكَ أَن أمه أنيسَة بنت غنمة، وَهَذَا أقرب من قَول ابْن عُيَيْنَة: أَحدهمَا الْبَراء بن معْرور وَأَخُوهُ، لأَنهم كلهم شهدُوا الْعقبَة لِأَن الْبَراء من بني خنساء بن سِنَان بن عبيد ... إِلَى آخر مَا ذكره الْآن. انْتهى. قلت: كَأَنَّهُ أَرَادَ بشيخه: عَلَاء الدّين مغلطاي، فَإِن لَهُ شرحاً على البُخَارِيّ، وَاعْترض عَلَيْهِ بَعضهم مِمَّا عاصرناه من أَصْحَاب الدَّعَاوَى العريضة، فَقَالَ: أما عبس فقد رَأَيْنَاهُ فِي الصَّحَابَة، وَأما خَالِد بن عدي بن سِنَان فَلم نره فِي الصَّحَابَة، إِنَّمَا كَانَ فِي كتاب ابْن الْأَثِير: خَالِد بن عدي، كَانَ ينزل الْأَشْعر. قلت: قَالَ أَبُو عمر: خَالِد بن عدي الْجُهَنِيّ، يعد فِي أهل الْمَدِينَة، وَكَانَ ينزل الْأَشْعر، روى عَنهُ بشر بن سعيد، وَقَالَ الذَّهَبِيّ: لَهُ حَدِيث فِي مُسْند أبي يعلى.

٣٨٩٢ - حدَّثني إسْحَاقُ بنُ مَنْصُورٍ أخْبرَنا يَعْقُوبُ بنُ إبْرَاهِيمَ حدَّثنا ابنُ أخِي ابنِ شِهَابٍ عنْ عَمِّهِ قَالَ أخبرَنِي أبُو إدْرِيسَ عائِذ الله بنُ عَبْدِ الله أنَّ عُبَادَةَ بنَ الصَّامِتِ مِنَ الَّذِينَ شَهِدُوا بَدْرَاً مَعَ رَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومِنْ أصْحَابِهِ لَيْلَةَ العَقَبَةِ أخْبَرَهُ أنَّ رسُولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وحَوْلَهُ عِصَابَةٌ مِنْ أصْحَابِهِ تَعالَوْا بايِعُونِي علَى أنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّه شيْئَاً ولَا تَسْرِقُوا ولَا تَزْنُوا ولَا تَقْتُلُوا أوْلادَكُمْ ولَا تَأتُونَ بِبُهْتانٍ تَفْتَرُونَهُ بَيْنَ أيْدِيكُمْ وأرْجُلِكُمْ ولَا تَعْصُونِي فِي مَعْرُوفٍ فَمَنْ وفَى مِنْكُمْ فأجْرُهُ علَى الله ومَنْ أصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَهْوَ لَهُ كَفَّارَةٌ ومَنْ أصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئاً فستَرَهُ الله فأمُرُهُ إلَى الله إنْ شَاءَ عاقَبَهُ وإنْ شاءَ عفَا عَنْهُ قَالَ فَبَايَعْتُهُ علَى ذَلِكَ. .

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (بايعوني) وَفِي قَوْله: (فَبَايَعته) . وَإِسْحَاق بن مَنْصُور بن مهْرَان الكوسج أَبُو يَعْقُوب الْمروزِي،

<<  <  ج: ص:  >  >>