للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣٦٣ - (حَدثنِي زُهَيْر بن حَرْب حَدثنَا جرير عَن عمَارَة بن الْقَعْقَاع عَن أبي زرْعَة عَن أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ قَالَ لَا أَزَال أحب بني تَمِيم بعد ثَلَاث سمعته من رَسُول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يَقُولهَا فيهم هم أَشد أمتِي على الدَّجَّال وَكَانَت فيهم سبية عِنْد عَائِشَة فَقَالَ أعتقيها فَإِنَّهَا من ولد إِسْمَاعِيل وَجَاءَت صَدَقَاتهمْ فَقَالَ هَذِه صدقَات قوم أَو قومِي) مطابقته للتَّرْجَمَة الْمَذْكُورَة قبل لفظ الْبَاب الْمُجَرّد عَن التَّرْجَمَة من حَيْثُ أَن فِيهِ ذكر تَمِيم ومدحهم وَجَرِير بن عبد الحميد وَأَبُو زرْعَة هرم بن عَمْرو بن جرير البَجلِيّ الْكُوفِي والْحَدِيث مضى فِي كتاب الْعتْق فِي بَاب من ملك من الْعَرَب رَقِيقا بِعَين هَذَا الْإِسْنَاد وبإسناد آخر قَوْله " بعد ثَلَاث " أَي بعد ثَلَاثَة أَشْيَاء من الْخِصَال قَوْله " سمعته " صفة لقَوْله ثَلَاث قَوْله " يَقُولهَا " تَأْنِيث الضَّمِير فِيهِ بِاعْتِبَار معنى الثَّلَاث وَفِي سمعته بِاعْتِبَار اللَّفْظ قَوْله " هم أَشد أمتِي " أول الثَّلَاث قَوْله " وَكَانَت فيهم " ثَانِيهَا وَفِي رِوَايَة الْكشميهني مِنْهُم وحروف الْجَرّ يقوم بَعْضهَا مقَام بعض قَوْله " سبية " بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة وَتَشْديد الْيَاء آخر الْحُرُوف أَو بسكونها بِهَمْزَة مَفْتُوحَة أَي جَارِيَة سبيئة بِمَعْنى مسبوءة قَوْله " وَجَاءَت صَدَقَاتهمْ " ثَالِثهَا قَوْله " قوم " بِالْكَسْرِ بِلَا تَنْوِين لِأَنَّهُ قد حذف مِنْهُ يَاء الْمُتَكَلّم أَو قومِي شكّ من الرَّاوِي وَفِي رِوَايَة أبي يعلى عَن زُهَيْر بن حَرْب شيخ البُخَارِيّ فِيهِ صدقَات قومِي بِلَا تردد -

٤٣٦٧ - ح دّثني إبْرَاهِيمُ بنُ مُوسَى حدّثنا هِشامُ بنُ يُوسُفَ أنَّ ابنَ جُرَيْجٍ أخْبَرَهُمْ عَن ابْن أبي مُلَيْكَةَ أنَّ عَبْدَ الله بنَ الزبَيْرِ أخْبَرَهُمْ أنَّهُ قَدِمَ رَكْبٌ مِنْ بَني تَمِيمٍ عَلَى النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أبُو بَكْرٍ أمِّرِ القَعْقاعَ بنَ مَعْبَدِ بنِ زُرَارَةَ قَالَ عُمَرُ بَلْ أمِّرِ الأقْرَعَ بنَ حابِسٍ قَالَ أبُو بَكْرٍ مَا أرَدْت إلَاّ خِلَافِي قَالَ عُمَرُ مَا أرَدْتُ خِلافَكَ فَتَمارَ يَا حَتَّى ارْتَفَعْتْ أصْوَاتُهُما فَنَزَلَ فِي ذالكَ {يَا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقَدِّموا بَيْنَ يَدَي الله ورَسُولِهِ} (الحجرات: ١) حَتَّى انْقَضَتْ. .

مطابقته لما قبله ظَاهِرَة. وَإِبْرَاهِيم بن مُوسَى بن يزِيد أَبُو إِسْحَاق الْفراء الرَّازِيّ. وَهِشَام بن يُوسُف الصَّنْعَانِيّ، وَابْن جريج هُوَ عبد الْملك بن عبد الْعَزِيز بن جريج الْمَكِّيّ، وَابْن أبي مليكَة هُوَ عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكَة، وَاسم أبي مليكَة زُهَيْر بن عبد الله التَّمِيمِي الْأَحول الْمَكِّيّ القَاضِي على عهد عبد الله بن الزبير.

والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي التَّفْسِير عَن الْحسن بن مُحَمَّد وَعَن بسرة بن صَفْوَان. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير عَن ابْن الْمثنى. وَأخرجه النَّسَفِيّ فِيهِ وَفِي الْقَضَاء عَن الْحسن بن مُحَمَّد الزَّعْفَرَانِي بِهِ.

قَوْله: (أَمر) بتَشْديد الْمِيم: أَمر من التأمير، و: (الْقَعْقَاع بن معبد) بِفَتْح الْمِيم وَالْبَاء الْمُوَحدَة: ابْن زُرَارَة ابْن عدس بن زيد بن عبد الله بن دارم بن مَالك بن حَنْظَلَة بن مَالك بن زيد مَنَاة بن تَمِيم التَّمِيمِي، أحد وَفد بني تَمِيم، وَإِنَّمَا أَشَارَ أَبُو بكر بتأمير الْقَعْقَاع لِأَنَّهُ كَانَ أرق من الْأَقْرَع، وَأَشَارَ عمر بالأقرع لِأَنَّهُ كَانَ أَحْرَى من الْقَعْقَاع، وكل أَرَادَ خيرا. قَوْله: (فتماريا) التماري هُوَ: المجادلة والمخاصمة. قَوْله: {يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تقدمُوا بَين يَدي الله وَرَسُوله، وَاتَّقوا الله إِن الله سميع عليم} (الحجرات: ١) وَمعنى: لَا تقدمُوا لَا تقطعوا أمرا إلَاّ بعد مَا يحكم الله وَرَسُوله ويأذنان فِيهِ فتكونوا إِمَّا عاملين بِالْوَحْي، وَإِمَّا مقتدين برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، وَعَلِيهِ يَدُور تَفْسِير ابْن عَبَّاس: لَا تَقولُوا خلاف الْكتاب وَالسّنة. وَقَالَ عَطِيَّة: لَا تكلمُوا بَين يَدي كَلَامه، وَحذف الْمَفْعُول ليُفِيد شُمُوله لكل مَا يخْطر بالبال مِمَّا تقدم. قَوْله: (بَين يَدي الله وَرَسُوله) ، من بَاب التَّمْثِيل وَحَقِيقَته من قَوْلهم: جَلَست بَين يَدي فلَان، أَن تجْلِس بَين الْجِهَتَيْنِ المسامتتين ليمينه وشماله، فسميت الجهتان: يدين، لِكَوْنِهِمَا على سمت الْيَدَيْنِ مَعَ الْقرب مِنْهُمَا توسعاً كَمَا يُسمى الشَّيْء باسم غَيره إِذا جاوره وداناه قَوْله: (إِن الله سميع عليم) ، سميع بأقوالكم عليم بأفعالكم قَوْله: (حَتَّى انْقَضتْ) أَي: الْآيَة إِلَى قَوْله: {وَأَنْتُم لَا تشعرون} (الحجرات: ١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>