للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تحمله ثمَّ تضعه، ويستلزم ذَلِك سبق النِّكَاح، والناكح يَسْتَدْعِي باعثاً لَهُ على ذَلِك، وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى منزع عَن جَمِيع ذَلِك. قَوْله: (فسبحاني) ، لفظ: سُبْحَانَ، مُضَاف إِلَى يَاء الْمُتَكَلّم يَعْنِي: أنزه نَفسِي (أَن أَتَّخِذ) بِأَن اتخذو: وَأَن، مَصْدَرِيَّة أَي: من اتِّخَاذ الصاحبة أَي: الزَّوْجَة وَالْولد.

٩ - (بابٌ قَوْلُهُ: {واتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} (الْبَقَرَة: ١٢٥)

أَي: هَذَا بَاب، وَلَيْسَ فِي كثير من النّسخ لفظ: بَاب، وَإِنَّمَا الْمَذْكُور قَوْله تَعَالَى: {وَاتَّخذُوا من مقَام إِبْرَاهِيم مصلى} قَوْله: (واتخذو) ، بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة، أَمر للْجَمَاعَة على إِرَادَة القَوْل، أَي: وَقُلْنَا اتَّخذُوا مِنْهُ مَوضِع صَلَاة، وَهَكَذَا هُوَ عِنْد الْجُمْهُور، وقرىء: وَاتَّخذُوا، بِفَتْح الْخَاء: جملَة فعلية مَاضِيَة، وَهِي قِرَاءَة نَافِع وَابْن عَامر، أَي: وَاتخذ النَّاس من مَكَان إِبْرَاهِيم، عطف على قَوْله: {وَإِذ جعلنَا الْبَيْت مثابة للنَّاس وَأمنا وَاتَّخذُوا} الْآيَة، ومقام إِبْرَاهِيم هُوَ الْحجر الَّذِي عَلَيْهِ أثر قَدَمَيْهِ، وَعَن عَطاء، مقَام إِبْرَاهِيم عَرَفَة والمزدلفة والجمار لِأَنَّهُ قَامَ فِي هَذِه الْمَوَاضِع ودعا فِيهَا. قَوْله: (مصلى) ، أَي: مَوضِع صَلَاة تصلونَ فِيهِ، وَهُوَ على وَجه الِاخْتِيَار والاستحباب دون الْوُجُوب، وَقيل: مصلى، أَي: مدعى.

مَثابَةً يَثُوبُونَ يَرْجِعُونَ

هُوَ فِي قَوْله: {وَإِذا جعلنَا الْبَيْت مثابة} يَعْنِي: مرجعاً للنَّاس من الْحجَّاج والعمار يتفرقون عَنهُ ثمَّ يثوبون إِلَيْهِ، والمثابة: الْموضع الَّذِي يرجع إِلَيْهِ مرّة بعد أُخْرَى، من ثاب ثوبا وثوبانا رَجَعَ بعد ذَهَابه، وَأَصله: مثوبة، نقلت حَرَكَة الْوَاو إِلَى مَا قبلهَا ثمَّ قلبت ألفا لتحركها فِي الأَصْل وانفتاح مَا قبلهَا، وَنقل بَعضهم عَن أبي عُبَيْدَة: أَن مثوبة، مصدر يثوبون. قلت: لَيْسَ بمصدر بل هُوَ إسم للمصدر، وَيجوز أَن يكون مصدرا ميمياً.

<<  <  ج: ص:  >  >>