للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مَسْعُود: تخفى، بنُون الْمُتَكَلّم للتعظيم، وَقَرَأَ مُحَمَّد بن كَعْب بِفَتْح أَوله وَفتح الْفَاء على الْبناء للْفَاعِل وَهُوَ الله، وَقَرَأَ أَبُو هُرَيْرَة وَابْن مَسْعُود وَأَبُو الدردار: قَرَأت أعين وقرة عين من أقرّ الله عينه أَي: أعطَاهُ حَتَّى يقر فَلَا يطمح إِلَى من هُوَ فَوْقه.

٩٧٧٤ - حدَّثنا عَلِيّ بن عَبْدِ الله حَدثنَا سُفْيانُ عَنْ أبي الزِّنادِ عَنِ الأعْرَجِ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عنهُ عَنْ رسولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ قَالَ الله تَباركَ وَتَعَالَى: {أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رأتْ ولَا أُذُنٌ سَمِعَتْ ولَا خَطَرَ عَلى قَلْبِ بَشَرٍ} قَالَ أبُو هُرَيْرَةَ اقْرَؤُوا إنْ شِئْتُمْ {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أعْيُنٍ} (السَّجْدَة: ٧١) .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة، وَعلي بن عبد الله هُوَ الْمَعْرُوف بِابْن الْمَدِينِيّ، وسُفْيَان هُوَ ابْن عُيَيْنَة، وَأَبُو الزِّنَاد، بِكَسْر الزَّاي وَتَخْفِيف النُّون: هُوَ عبد الله بن ذكْوَان، والأعرج هُوَ عبد الرَّحْمَن بن هُرْمُز، وَمضى الحَدِيث فِي صفة الْجنَّة.

قَوْله: (وَلَا خطر على قلب بشر) زَاد ابْن مَسْعُود فِي حَدِيثه: وَلَا يُعلمهُ ملك مقرب وَلَا نَبِي مُرْسل.

وحدَّثنا سُفْيانُ حَدثنَا أبُو الزّنادِ عنِ الأعْرجِ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ الله مِثْلَهُ قِيلَ لِسُفْيانَ رِوايَةً قَالَ فأيُّ شَيْءٍ وَقَالَ أبُو مُعاوِيَةَ عَنِ الأعْمَشِ عَنْ أبي صالِحٍ قَرَأ أبُو هُرَيْرَةَ قُرَّاتِ.

قَوْله: (وَحدثنَا سُفْيَان) ، مَوْصُول بِمَا قبله، تَقْدِيره: حَدثنَا عَليّ أخبرنَا سُفْيَان، وَفِي بعض النّسخ: قَالَ عَليّ: وَحدثنَا سُفْيَان. قَوْله: (مثله) أَي: مثل مَا فِي الحَدِيث. قَوْله: (قيل لِسُفْيَان رِوَايَة) . أَي: تروي رِوَايَة عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم تَقول عَن اجتهادك؟ قَالَ: فَأَي شَيْء أَي؟ فَأَي شَيْء كَانَ لَوْلَا الرِّوَايَة؟ قَوْله: (قَالَ أَبُو مُعَاوِيَة) مُحَمَّد بن حَازِم الضَّرِير عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش عَن أبي صَالح ذكْوَان السمان ... إِلَى آخِره، وَهَذَا التَّعْلِيق وَصله أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام فِي كتاب: (فَضَائِل الْقُرْآن) لَهُ عَن أبي مُعَاوِيَة بِهَذَا الْإِسْنَاد مثله سَوَاء.

٠٨٧٤ - حدَّثني إسْحاقُ بنُ نَصْرٍ حَدثنَا أبُو أُسامَةَ عَنْ الأعْمَشِ حَدثنَا أبُو صالِحٍ عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عنهُ عَنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُولُ الله تَعَالَى: {أعْدَدْتُ لِعِبادِي الصَّالِحِينَ مَا لَا عَيْنٌ رأتْ وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلَا خطرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ} . ذُخْراً بَلْهَ مَا أُطْلِعْتُمْ عَلَيْهِ ثُمَّ قَرَأ: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أعْيُنٍ جَزَاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ} .

هَذَا طَرِيق آخر فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة عَن إِسْحَاق بن نصر، هُوَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن نصر البُخَارِيّ، وَالْبُخَارِيّ تَارَة ينْسبهُ إِلَى أَبِيه، وَتارَة إِلَى جده، يروي عَن أبي أُسَامَة حَمَّاد بن أُسَامَة عَن سُلَيْمَان الْأَعْمَش عَن أبي صَالح ذكْوَان إِلَى آخِره، وَهُوَ من أَفْرَاده. قَوْله: قَوْله: (ذخْرا) ، مَنْصُوب مُتَعَلق (بأعددت) أَي: أَعدَدْت ذَلِك لَهُم مذخوراً. قَوْله: (بله) ، بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون اللَّام وَفتح الْهَاء: مَعْنَاهُ دع الَّذِي أطلعْتُم عَلَيْهِ، وَقيل: مَعْنَاهُ: سوى، أَي: سوى مَا أطلعْتُم عَلَيْهِ الَّذِي ذكره الله فِي الْقُرْآن، وَقَالَ الْخطابِيّ: كَأَنَّهُ يُرِيد بِهِ: دع مَا أطلعْتُم عَلَيْهِ، وَأَنه سهل يسير فِي جنب مَا ادخرته لَهُم، وَيُقَال أَيْضا بِمَعْنى: أجل، وَحكى اللَّيْث أَنه يُقَال بِمَعْنى فضل كَأَنَّهُ يَقُول: هَذَا الَّذِي غيبته عَنْكُم فضل مَا أطلعْتُم عَلَيْهِ مِنْهَا، وَقَالَ الصغاني: اتّفق جَمِيع نسخ الصَّحِيح على: من بله، وَالصَّوَاب إِسْقَاط كلمة: من مِنْهُ وَاعْترض عَلَيْهِ بِأَنَّهُ لَا يتَعَيَّن إِسْقَاط من إلاّ إِذا فسرت بِمَعْنى: دع، وَأما إِذا فسرت بِمَعْنى: من أجل، أَو: من غير، أَو: سوى، فَلَا. وَقَالَ ابْن مَالك: الْمَعْرُوف من بله إسم فعل بِمَعْنى: أترك، ناصب لما يَلِيهِ بِمَعْنى المفعولية، واستعماله مصدرا بِمَعْنى التّرْك مُضَافا إِلَى مَا يَلِيهِ، والفتحة فِي الأولى بنائية وَفِي الثَّانِيَة إعرابية، وَهُوَ مصدر مهمل الْفِعْل مَمْنُوع الصّرْف، وَقَالَ الْأَخْفَش: بله، هُنَا مصدر كَمَا يَقُول: ضرب زيد، وندر دُخُول: من عَلَيْهِ زَائِدَة.

<<  <  ج: ص:  >  >>