للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يَده الْيُمْنَى إِلَى عُنُقه وَتجْعَل يَده الشمَال وَرَاء ظَهره فيؤتي كِتَابه من وَرَاء ظَهره، وَعَن مُجَاهِد أَيْضا، أَنه تخلع يَده من وَرَاء ظَهره.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: أذِنَتْ سَمِعَتْ وَأطَاعَتْ لِرَبِّهَا وَألْقَتْ مَا فِيهَا مِنَ المَوْتَى وَتَخَلَّتْ عَنْهُمْ

أَي: قَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى: {وأذنت لِرَبِّهَا وحقت وَإِذا الأَرْض مدت وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وتخلت} (الانشقاق: ٢، ٤) وَفسّر قَوْله: أَذِنت بقوله: سَمِعت وأطاعت، وَفسّر قَوْله: (وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا) بقوله: أخرجت مَا فِيهَا من الْمَوْتَى، وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ: من الْكُنُوز والموتى. قَوْله: (وتخلت) ، أَي: خلت فَلَيْسَ فِي بَطنهَا شَيْء، وَهَذَا كُله للنسفي.

وَسَقَ: جَمْعَ مِنْ دَابَّةٍ

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {وَاللَّيْل وَمَا وسق} (الانشقاق: ٧١) وَفَسرهُ بقوله: (جمع من دَابَّة) وَقَالَ مُجَاهِد: وَمَا أَوَى فِيهَا من دَابَّة، وَعَن عِكْرِمَة: وَمَا جمع فِيهَا من دَوَاب وعقارب وحيات، وَعَن مقَاتل: وَمَا سَاق من ظلمَة. قَوْله: (وسق) ، من وسقته أسقه وسْقا أَي: جمعته وَمِنْه قيل للطعام الْكثير الْمُجْتَمع: وسق، وَهُوَ سِتُّونَ صَاعا. وَطَعَام موسوق أَي: مَجْمُوع فِي غرارة ومركب موسوق إِذا كَانَ مشحونا بالخلق أَو بالبضائع.

ظَنَّ أنْ لَنْ يَحورَ أنْ لَا يَرْجِعَ إلَيْنا

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {إِنَّه ظن أَن لن يحور} (الانشقاق: ٤١) وَفَسرهُ بقوله: (أَن لَا يرجع إِلَيْنَا) وَهُوَ من الْحور وَهُوَ الرُّجُوع، وَيُقَال: حاورت فلَانا أَي: راجعته وَيُطلق على التَّرَدُّد فِي الْأَمر.

وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: يُوعُونَ يَشْتَرُونَ

أَي: قَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله عز وَجل: {وَالله أعلم بِمَا يوعون} (الانشقاق: ٣٢) أَي: يشْتَرونَ، وَرَوَاهُ ابْن أبي حَاتِم من طَرِيق عَليّ بن أبي طَلْحَة عَنهُ، وَعَن مُجَاهِد يكتمون، وَعَن قَتَادَة: يَزْعمُونَ فِي صُدُورهمْ، وَهَذَا ثَبت للنسفي وَحده.

١ - (بَابٌ: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسابا يَسِيرا} (الانشقاق: ٨)

أَي: هَذَا بَاب فِي قَوْله تَعَالَى: {فَسَوف يُحَاسب حسابا يَسِيرا} وَهَذِه التَّرْجَمَة لم تثبت إلَاّ لأبي ذَر.

٩٣٩٤ - حدَّثنا عَمْرُو بنُ عَلِيٍّ حدَّثنا يَحْيَى عَنْ عُثْمَانَ بنِ الأسْوَدِ قَالَ سَمِعْتُ ابنَ أبِي مُلَيْكَةَ سَمِعْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا قَالَتْ سَمِعْتُ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وحدَّثنا سُلَيْمَانُ بنُ حَرْبٍ حدَّثنا حَمَّادُ بنُ زَيْدٍ عَنْ أيُّوبَ عَنِ ابنِ أبي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْهَا عَنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم. وحدَّثنا مَسدَّدٌ عَنْ يَحْيَى عَنْ أبِي يُونُسَ حَاتِمِ بنِ أبِي صَغِيرَةَ عَنِ ابنِ أبِي مُلَيْكَةَ عَنِ القَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ الله عَنْها قَالَتْ قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَيْسَ أحَدٌ يُحَاسَبُ إلَاّ هَلَكَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ الله جَعَلَنِي الله فِدَاءَكَ ألَيْسَ يَقُولُ الله عَزَّ وَجَلَّ: {فَأمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسابا يَسِيرا} (الانشقاق: ٧، ٨) قَالَ ذَاكَ العَرْضُ يُعْرَضُونَ وَمَنْ نُوقِشَ الحِسابَ هَلَكَ.

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَأخرج هَذَا الحَدِيث من ثَلَاث طرق: أَحدهَا: عَن عَمْرو بن عَليّ بن بَحر بن كنيز، بالنُّون وَالزَّاي الفلاس عَن يحيى الْقطَّان عَن عُثْمَان بن الْأسود بن مُوسَى الجُمَحِي بِضَم الْجِيم عَن عبد الله بن أبي مليكَة بِضَم الْمِيم عَن عَائِشَة، وَوَقع هُنَا للقابسي: عَن عُثْمَان الْأسود فَجعل الْأسود صفة لعُثْمَان وَلَيْسَ كَذَلِك فَإِنَّهُ ابْن الْأسود. الثَّانِي: عَن سُلَيْمَان بن حَرْب عَن حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ عَن عبد الله بن أبي مليكَة عَن عَائِشَة. الثَّالِث: عَن مُسَدّد عَن يحيى الْقطَّان عَن أبي يُونُس حَاتِم بِالْحَاء الْمُهْملَة والثاء الْمُثَنَّاة من فَوق ابْن ي صَغِيرَة. ضد الْكَبِيرَة الْبَاهِلِيّ الْبَصْرِيّ عَن عبد الله بن أبي مليكَة عَن الْقَاسِم ابْن مُحَمَّد بن أبي بكر الصّديق عَن عَائِشَة، رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا.

والْحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ أَيْضا فِي الر قاق وَأخرجه مُسلم فِي صفة النَّار عَن أبي الرّبيع الزهْرَانِي وَغَيره. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي التَّفْسِير عَن مُحَمَّد بن أبان وَغَيره. وَأخرجه النَّسَائِيّ

<<  <  ج: ص:  >  >>