للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثمَّ وليدا ثمَّ رضيعا ثمَّ فطيما ثمَّ يافعا ثمَّ نَاسِيا ثمَّ مترعرعا ثمَّ حزورا ثمَّ مراهقا ثمَّ محتلما ثمَّ بَالغا ثمَّ أَمْرَد ثمَّ طارا ثمَّ باقلاً ثمَّ مستطرا ثمَّ مطرخما ثمَّ مخلطا ثمَّ صملاً ثمَّ ملتحيا ثمَّ مستويا ثمَّ مصعدا ثمَّ مجتمعا. والشاب يجمع ذَلِك كُله. ثمَّ ملهوزا ثمَّ كهلاً ثمَّ أشمط ثمَّ أشيخا ثمَّ شَبَّبَ ثمَّ حوقلاً ثمَّ صفتاتا ثمَّ هما ثمَّ هرما ثمَّ مَيتا. فَهَذَا معنى قَوْله: (لتركبن طبقًا عَن طبق) والطبق فِي اللُّغَة الْحَال قَالَه الثَّعْلَبِيّ.

قلت: ثمَّ يافعا بِالْيَاءِ آخر الْحُرُوف، من أَيفع الْغُلَام أَي: ارْتَفع فَهُوَ يافع، وَالْقِيَاس موفع وَهُوَ من النَّوَادِر، كَذَا قَالَه أهل الْعَرَبيَّة. وَقيل: جَاءَ يفع الْغُلَام فعلى هَذَا يافع على الأَصْل، وَذكر فِي كتاب (خلق الْإِنْسَان) وَقَالَ بَعضهم: اليافع والحزور والمترعرع وَاحِد، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: الحزور الْغُلَام إِذا اشْتَدَّ وَقَوي وحزم، وَكَأَنَّهُ أَخذه من الْحَزْوَرَة وَهِي كل صَغِير، والمترعرع. قَالَ الْجَوْهَرِي: ترعرع الصَّبِي أَي: تحرّك وَنَشَأ، والطارّ بتَشْديد الرَّاء من طر شَارِب الْغُلَام إِذا نبت والمطرخم بتَشْديد الْمِيم الَّتِي فِي آخِره من اطرخمَّ أَي: شمخ بِأَنْفِهِ وتعظم، وَقَالَ الْجَوْهَرِي: شَاب مطرخم أَي: حسن تَامّ، والمخلط بِكَسْر الْمِيم الرجل الَّذِي يخالط الْأُمُور، والصمل بِضَم الصَّاد وَالْمِيم وَتَشْديد اللَّام أَي: شَدِيد الْخلق، والملهوز، بالزاي فِي آخِره من لهزت الْقَوْم أَي: خالطتهم، وَالْوَاو فِيهِ زَائِدَة، والحوقل من حوقل الشَّيْخ حوقلة وحقيالاً إِذا كبر وفتر عَن الْجِمَاع، والصفتات، بِكَسْر الصَّاد الْمُهْملَة وَسُكُون الْفَاء وبتاءين مثناتين بَينهمَا ألف: الرجل الْقوي وَكَذَلِكَ الصفتيت، وَفِي الْأَحْوَال الْمَذْكُورَة أسامي لم تذكر، وَهِي شرخ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة بعد أَن يُقَال غُلَام ثمَّ بعد ذَلِك يُسمى جفرا بِالْجِيم والجحوش بِالْجِيم الْمَفْتُوحَة بعْدهَا الْحَاء الْمُهْملَة المضمومة وَفِي آخِره شين مُعْجمَة بعد أَن يُقَال فطيم، وناشىء يُقَال بعد كَونه شَابًّا ومحمم إِذا اسود شعر وَجهه وَأخذ بعضه بَعْضًا، وصتم إِذا بلغ أقْصَى الكهولة، وعانس إِذا قعد بعد بُلُوغ النِّكَاح أعواما لَا ينْكح، وشميط وأشمط يُقَال لَهُ بعد مَا شَاب، ومسن ونهشل يُقَال إِذا ارْتَفع عَن الشيخوخة وَإِذا ارْتَفع عَن ذَلِك، يُقَال: فخم وَإِذا تضعضع لَحْمه يُقَال: متلحم، وَإِذا قَارب الخطو وَضعف يُقَال لَهُ دالف، وَإِذا ضمر وانحنى يُقَال لَهُ عشمة وعشبة، وَإِذا بلغ أقْصَى ذَلِك، يُقَال لَهُ: هرم وهم وَإِذا أَكثر الْكَلَام وَاخْتَلَطَ يُقَال لَهُ: مهتر، وَإِذا ذهب عقله يُقَال لَهُ خرف.

وَقَالَ بَعضهم: مَا دَامَ الْوَلَد فِي بطن أمه فَهُوَ جَنِين، فَإِذا وَلدته يُسمى صَبيا مَا دَامَ رضيعا فَإِذا فطم يُسمى غُلَاما إِلَى سبع سِنِين ثمَّ يصير يافعا إِلَى عشر حجج ثمَّ يصير حزورا إِلَى خمس عشرَة سنة ثمَّ يصير قمدا إِلَى خمس وَعشْرين سنة ثمَّ يصير عنطنا إِلَى ثَلَاثِينَ سنة ثمَّ يصير صملاً إِلَى أَرْبَعِينَ سنة ثمَّ يصير كهلاً إِلَى خمسين سنة ثمَّ يصير شَيخا إِلَى ثَمَانِينَ سنة ثمَّ يصير هما بعد ذَلِك فانيا كَبِيرا.

قَوْله: (هَذَا نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم) أَي: الْخطاب فِي التركين للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ على قِرَاءَة فتح الْبَاء الْمُوَحدَة فَافْهَم.

٥٨ - (سُورَةُ {البُرُوجِ} )

أَي: هَذَا فِي تَفْسِير بعض سُورَة البروج، وَفِي بعض النّسخ: البروج، بِدُونِ لفظ سُورَة، وَهِي مَكِّيَّة وَهِي أَرْبَعمِائَة وَثَمَانِية وَخَمْسُونَ حرفا وَمِائَة وتسع كَلِمَات وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ آيَة، والبروج الاثنا عشر وَهِي قُصُور السَّمَاء على التَّشْبِيه، وَقيل: البروج النُّجُوم الَّتِي هِيَ منَازِل الْقَمَر، وَقيل: عِظَام الْكَوَاكِب، وَقيل: أَبْوَاب السَّمَاء.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: الأخْدُودُ شَقٌّ فِي الأرْضِ

أَي: قَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى؛ {قتل أَصْحَاب الْأُخْدُود} (البروج: ٤) قَالَ الْأُخْدُود: شقّ فِي الأَرْض أخرجه عبد بن حميد عَن شَبابَة عَن وَرْقَاء عَن ابْن أبي نجيح عَن مُجَاهِد.

فَتَنُوا: عَذَّبُوا

أَشَارَ بِهِ إِلَى قَوْله تَعَالَى: {إِن الَّذين فتنُوا الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات} (البروج: ١) وَفَسرهُ بقوله: عذبُوا. والفتنة جَاءَت لمعانٍ مِنْهَا: الْعَذَاب كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {يَوْم هم على النَّار يفتنون} (الذاريات: ٣١) أَي: يُعَذبُونَ.

وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {الوَدُودِ الحَبِيبُ المَجِيدُ الكَرِيمُ} (البروج: ٤١)

أَي قَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله

<<  <  ج: ص:  >  >>