للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الثَّعْلَبِيّ: أبابيل كَثِيرَة مُتَفَرِّقَة يتبع بَعْضهَا بَعْضًا. وَعَن عبد الرَّحْمَن بن أَبْزَى كَالْإِبِلِ الموبلة، وَعَن ابْن عَبَّاس لَهَا خراطيم كخراطيم الطير وأكف كأكف الْكلاب، وَعَن عِكْرِمَة: لَهَا رُؤُوس كرؤوس السبَاع لم تَرَ قبل ذَلِك وَبعده، وَعَن ربيع لَهَا أَنْيَاب كأنياب السبَاع، وَقَالَ النَّسَفِيّ فِي تَفْسِير أبابيل: جمع أبال، وَقيل: أبابيل مثل عباديل لَا وَاحِد لَهَا وَقيل: جمع أبول مثل عجول يجمع على عجاجيل.

وَقَالَ ابنُ عَبَّاسٍ: مِنْ سِجِّيلٍ: هِيَ سَنْكٍ وَكِلْ

أَي: قَالَ ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى: {ترميهم بحجارة من سجيل} (الْفِيل: ٤) وَفسّر السجيل بقوله هِيَ: (سنك وكل) وسنك فِي لُغَة الفارسية بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون النُّون وبالكاف الْمَكْسُورَة: الْحجر، وكل بِكَسْر الْقَاف وَسُكُون اللَّام هُوَ الطين، وروى الطَّبَرِيّ من طَرِيق السّديّ عَن عِكْرِمَة عَن ابْن عَبَّاس التَّفْسِير الْمَذْكُور، وَالله أعلم.

٦٠١ - (سُورَةُ: {لإيْلافِ فُرَيْشٍ} )

أَي: هَذَا فِي تَفْسِير بعض شَيْء من سُورَة لِإِيلَافِ قُرَيْش، وَتسَمى: سُورَة قُرَيْش، وَذكر أَبُو الْعَبَّاس أَنَّهَا مَكِّيَّة بِلَا خلاف، وَذكر الضَّحَّاك وَعَطَاء بن السَّائِب أَنَّهَا مَدَنِيَّة، وَهِي ثَلَاثَة وَسَبْعُونَ حرفا وَسبع عشرَة كلمة، وَأَرْبع آيَات وَاخْتلف فِي لَام لِإِيلَافِ، فَقيل: هِيَ مُتَّصِلَة بالسورة الأولى، وَعَن الْكسَائي والأخفش: هِيَ لَام التَّعَجُّب تَقول: أعجب لِإِيلَافِ قُرَيْش رحْلَة الشتَاء والصيف وتركهم عبَادَة رب هَذَا الْبَيْت، وَقيل: هِيَ لَام كي مجازها {فجعلهم كعصف مَأْكُول} ليؤلف قُرَيْش، وَعَن الزّجاج،: هِيَ مَرْدُودَة إِلَى مَا بعْدهَا تَقْدِيره فليعبدوا رب هَذَا الْبَيْت لإيلافهم رحْلَة الشتَاء والصيف، وقريش هم ولد النَّضر بن كنابة، فَمن وَلَده النَّضر فَهُوَ قرشي، وَمن لم يلده النَّضر فَلَيْسَ بقرشي. قَوْله: (إيلافهم) ، بدل من الإيلاف الأول.

وَقَالَ مُجَاهِدٌ: لإيلافِ ألِفُوا ذَلِكَ فَلا يَشُقُّ عَلَيْهِمْ فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ وَآمَنَهُمْ مِنْ كُلِّ عَدُوِّهِمْ فِي حَرَمِهِمْ.

أَي: قَالَ مُجَاهِد فِي قَوْله تَعَالَى: {لِإِيلَافِ} ألفوا بِكَسْر اللَّام أَي: ألفهم الله تَعَالَى فألفوا ذَلِك أَي: الارتحال، وآمنهم الله تَعَالَى من كل عدوهم فِي حرمهم، وَعَن الضَّحَّاك وَالربيع وسُفْيَان: وآمنهم من الجذام فَلَا يصيبهم فِي بلدهم.

وَقَالَ ابنُ عُيَيْنَةَ: لإيلافِ لِنعْمَتِي عَلَى قُرَيْشٍ

أَي: قَالَ سُفْيَان ابْن عُيَيْنَة فِي تَفْسِيره: لِإِيلَافِ بنعمتي على قُرَيْش، رَوَاهُ عَنهُ سعيد بن عبد الرَّحْمَن، والإيلاف مصدر من قَوْلك: آلفت الْمَكَان أولفه إيلافا وَأَنا مؤلف، وَقَرَأَ الْجُمْهُور: لِإِيلَافِ بِإِثْبَات الْيَاء إلَاّ ابْن عَامر فَإِنَّهُ حذفهَا، وَاتَّفَقُوا على إِثْبَاتهَا فِي قَوْله: إيلافهم إلَاّ فِي رِوَايَة عَن ابْن عَامر فكالأول. وَفِي أُخْرَى عَن ابْن كثير بِحَذْف الْألف الَّتِي بعد اللَّام أَيْضا وَالله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>