للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

منتفية من حَيْثُ إِن ذَلِك فِيمَن جَاءَ بَغْتَة وَأما هُنَا فقد بلغ خبر مجيئهم وَعلم النَّاس وصولهم. قَوْله: (الشعثة) بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَكسر الْعين الْمُهْملَة وبالثاء الْمُثَلَّثَة وَهِي المغبرة الرَّأْس المنتشرة الشّعْر. قَوْله: (وتستحد المغيبة) وَقد فسرناها عَن قريب، وَهِي الَّتِي غَابَ عَنْهَا زَوجهَا، والاستحداد اسْتِعْمَال الْحَدِيد فِي شعر الْعَانَة وَهِي إِزَالَته بِالْمُوسَى، هَذَا فِي حق الرِّجَال، وَأما النِّسَاء فَلَا يستعملن إلَاّ النورة أَو غَيرهَا مِمَّا يزِيل الشّعْر.

قَوْله: (قَالَ: وحَدثني الثِّقَة) الْقَائِل هُوَ هشيم، أَشَارَ إِلَيْهِ الْإِسْمَاعِيلِيّ، وَقَالَ الْكرْمَانِي: الظَّاهِر أَنه البُخَارِيّ أَو مُسَدّد. قلت: هُوَ جرى على ظَاهر اللَّفْظ وَالْمُعْتَمد مَا قَالَه الْإِسْمَاعِيلِيّ: لَا يُقَال هَذَا رِوَايَة عَن مَجْهُول لِأَنَّهُ إِذا ثَبت عِنْد الرَّاوِي عَنهُ أَنه ثِقَة فَلَا بَأْس بِعَدَمِ الْعلم باسمه. وَقَالَ الْكرْمَانِي: إِنَّمَا لم يُصَرح بِالِاسْمِ لِأَنَّهُ لَعَلَّه نَسيَه أَو لم يحققه. وَفِيه تَأمل. قَوْله: (قَالَ فِي هَذَا الحَدِيث) ، وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيّ عَن أَحْمد بن عبد الله بن الحكم عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر قَالَ: وَقَالَ، بِإِثْبَات الْوَاو، وَكَذَا أخرجه أَحْمد عَن مُحَمَّد بن جَعْفَر، وَلَفظه: قَالَ: فَقَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا دخلت فَعَلَيْك الْكيس الْكيس. قَوْله: (الْكيس الْكيس) مَذْكُور مرَّتَيْنِ ومنصوب على الإغراء، والكيس وَالْجِمَاع وَالْعقل، وَالْمرَاد حثه على ابْتِغَاء الْوَلَد. وَقَالَ الْخطابِيّ: الْكيس هُنَا يجْرِي مجْرى الحذر من الْعَجز عَن الْجِمَاع. فَفِيهِ الْحَث على الْجِمَاع، وَقد يكون بِمَعْنى الرِّفْق وَحسن التائي، وَقَالَ ابْن الْأَعرَابِي: الْكيس الْعقل كَأَنَّهُ جعل طلب الْوَلَد عقلا. وَفِي اللُّغَة: الكوس، بِالسِّين الْمُهْملَة والمعجمة: الْجِمَاع، يُقَال كاس الْجَارِيَة وكاسها وكارسها وكاوسها مكاوسة وكواسا واكتاسها كل ذَلِك: إِذا جَامعهَا.

٦٤٢٥ - حدّثنا مُحَمَّدُ بنُ الوَلِيدِ حَدثنَا مُحَمَّدُ بن جَعْفَرٍ حدَّثنا شُعْبَةُ عنْ سَيَّارٍ عَن الشَّعْبِيِّ عَن جابِرِ بنِ عبْدِ الله رَضِي الله عَنْهُمَا، أنَّ النبيَّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: إذَا دَخَلْتَ لَيْلاً فَلا تَدْخُلْ عَلى أهْلكَ حتَّى تَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ وتَمْتَشِط الشَّعَثَةُ، قَالَ: قَالَ رسولُ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَعَلَيْكَ بالكَيْسِ الكَيْسِ.

هَذَا طَرِيق آخر فِي الحَدِيث الْمَذْكُور عَن مُحَمَّد بن الْوَلِيد بن عبد الحميد الملقب بحمدان، روى عَنهُ مُسلم أَيْضا. وَمُحَمّد بن جَعْفَر هُوَ غنْدر.

تابَعَهُ عُبَيْدُ الله عنْ وَهبٍ عنْ جابِرٍ عنِ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الكَيْسِ.

أَي: تَابع الشّعبِيّ عبيد الله بن عمر الْعمريّ عَن وهب بن كيسَان عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي رِوَايَة لفظ الْكيس، والمتابع فِي الْحَقِيقَة هُوَ وهب لكنه نَسَبهَا إِلَى عبيد الله لِتَفَرُّدِهِ بذلك عَن وهب، وَتَقَدَّمت رِوَايَة عبيد الله بن عمر مَوْصُولَة فِي أَوَائِل الْبيُوع فِي أثْنَاء حَدِيث أَوله: كنت مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي غزَاة فَأَبْطَأَ بِي حملي الحَدِيث بِطُولِهِ.

٢٢ - (بابٌ تَسْتَحِدُّ المُغِيبَةُ وتَمْتَشِطُ الشَّعِثَةُ)

أَي: هَذَا بَاب يذكر فِيهِ تستحد المغيبة وتمتشط الشعثة، وَقد مر تفسيرهما الْآن.

٧٤٢٥ - حدّثني يَعْقُوبُ بنُ إبْرَاهِيمَ حَدثنَا هُشَيْمٌ أخْبَرَنَا سَيَّارٌ عنِ الشَّعبِيِّ عنْ جابِرِ بنِ عبْدِ الله قَالَ: كُنَّ مَعَ النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فِي غَزوَةٍ فَلَمَّا قَفَلْنَا كِنَّا قَرِيبا مِنَ المَدِينَةِ تَعَجَّلْتُ عَلى بَعِيرٍ لي قَطُوفٍ، فَلَحِقَنِي رَاكِبٌ مِنْ خَلْفِي فَنَخس بَعِيري بِعَنْزَةٍ كانَتْ مَعَهُ فَسارَ بَعيري كأحْسَنِ مَا أنْتَ راءٍ من الإبِلِ، فالْتَفَتُّ فإذَا أَنا بِرَسُولِ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم، فقُلْتُ: يَا رسُولَ الله {إنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ} قَالَ: أتَزَوَّجْتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: أبِكْرا أمْ ثَيِّبا؟ قَالَ: قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبا. قَالَ: فَهَلَاّ بِكْرا تُلَاعِبُها وتُلَاعِبُكَ؟ قَالَ: فلمَّا قَدمْنا ذَهَبْنَا لِنَدْخُلَ، فَقَالَ: أمْهِلُوا حتَّى تَدْخُلُوا لَيْلاً أَي: عِشاءً لِكَيْ تَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ وتَسْتَحِدَّ المُغِيبةُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>