للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٧٥٤ - حدّثنا أبُو اليَمَانِ أخبرنَا شُعَيْبٌ عنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: أَخْبرنِي عُبَيْدُ الله بنُ عبْدِ الله بنِ عُتْبَةَ أنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رسولَ الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُولُ: لَا طِيرَةَ وخيْرُها الفَأْلُ، قَالُوا: وَمَا الفَأْلُ؟ قَالَ: الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُها أحَدُكُمْ. (انْظُر الحَدِيث: ٥٧٥٤ طرفه فِي: ٥٧٥٥) .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَأَبُو الْيَمَان الحكم بن نَافِع وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة.

والْحَدِيث أخرجه مُسلم فِي الطِّبّ أَيْضا عَن عبد بن حميد وَغَيره.

قَوْله: (وَخَيرهَا) أَي: خير الطَّيرَة، قَالَ الطَّيِّبِيّ: وَقد علم أَن الطَّيرَة كلهَا لَا خير فِيهَا فَهُوَ كَقَوْلِه تَعَالَى: {أَصْحَاب الْجنَّة يؤمئذٍ خير مُسْتَقرًّا} (الْفرْقَان: ٢٤) . وَهُوَ مَبْنِيّ على زعمهم أَو هُوَ من بَاب قَوْلهم: الصَّيف خير من الشتَاء، أَي: الفال فِي بَابه أبلغ من الطَّيرَة فِي بَابهَا، وَمعنى التَّرَخُّص فِي الفأل وَالْمَنْع من الطَّيرَة هُوَ أَن الشَّخْص لَو رأى شَيْئا فَظَنهُ حسنا وحرضه على طلب حَاجته فَلْيفْعَل ذَلِك، وَإِن رأى مَا يعده مشئوماً ويمنعه من الْمُضِيّ إِلَى حَاجته فَلَا يجوز قبُوله، بل يمْضِي لسبيله، فَإِذا قبل وانْتهى عَن الْمُضِيّ فِي طلب حَاجته فِيهِ فَهُوَ الطبيعة لِأَنَّهَا اخْتصّت أَن تسْتَعْمل فِي الشؤم. وَقَالَ الْكرْمَانِي: إِضَافَة الْخَيْر إِلَى الطَّيرَة مشعرة بِأَن الفأل من جملَة الطَّيرَة، ثمَّ قَالَ: الْإِضَافَة لمُجَرّد التَّوْضِيح فَلَا يلْزم أَن يكون مِنْهَا وَأَيْضًا الطَّيرَة فِي الأَصْل أَعم من أَن يكون فِي الشَّرّ، لَكِن الْعَرَب خصصته بِالشَّرِّ، وَقَالَ ابْن الْأَثِير: الطَّيرَة بِمَعْنى الْجِنْس والفأل بِمَعْنى النَّوْع، وَمِنْه الحَدِيث: أصدق الطَّيرَة الفأل، وَقَالَ النَّوَوِيّ: الفأل يسْتَعْمل فِيمَا يسر وَفِيمَا يسوء، وَالْغَالِب فِي السرُور، والطيرة لَا تكون إلَاّ فِي السوء، وَقد تسْتَعْمل مجَازًا فِي السرُور. وَقَالَ الْخطابِيّ: الْفرق بَين الفأل والطيرة أَن الفأل إِنَّمَا هُوَ من طَرِيق حسن الظَّن بِاللَّه، والطيرة إِنَّمَا هِيَ من طَرِيق الاتكال على مَا سواهُ. قَوْله: (قَالُوا) ويروى: قَالَ. قَوْله: (الْكَلِمَة الصَّالِحَة يسْمعهَا أحدكُم) مثل من خرج من دَاره لطلب حَاجَة فَسمع شخصا يَقُول للْآخر، يَا نجاح، وَقَالَ الْأَصْمَعِي: سَأَلت ابْن عون عَن الفأل فَقَالَ: هُوَ أَن يكون مَرِيضا فَيسمع: يَا سَالم، وروى أَبُو دَاوُد من حَدِيث بُرَيْدَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ لَا يتطير من شَيْء وَكَانَ إِذا بعث غُلَاما سَأَلَ عَن اسْمه، فَإِذا أعجبه اسْمه فَرح بِهِ وَإِن كره اسْمه رئي كَرَاهَة ذَلِك فِي وَجهه، وَإِذا دخل قَرْيَة سَأَلَ عَن اسْمهَا فَإِن أعجبه فَرح بِهِ ورئي بشر ذَلِك فِي وَجهه، وَإِن كره اسْمهَا رئي كَرَاهَة ذَلِك فِي وَجهه.

٤٤ - (بابُ الفَأْلِ)

أَي: هَذَا بَاب فِي بَيَان أَمر الفأل وَأَصله الْهمزَة وَقد يسهل، وَالْجمع فؤول بِالْهَمْزَةِ جزما، يُقَال: تفاءلت وتفاولت على التَّخْفِيف وَالْقلب.

٥٧٥٥ - حدّثنا عَبْدُ الله بنُ مُحَمَّدٍ أخبرنَا هِشامٌ أخبرنَا مَعْمَرٌ عَن الزُّهْرِيِّ عنْ عُبَيْدِ الله بنِ عَبْدِ الله عنْ أبي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: قَالَ النبيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: لَا طِيَرَةَ وخَيْرُها الفأْلُ، قالَوا: وَمَا الفَأْلُ يَا رسُولَ الله؟ قَالَ: الكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُها أحَدُكُمْ. (انْظُر الحَدِيث: ٥٧٥٤) .

مطابقته للتَّرْجَمَة ظَاهِرَة. وَعبد الله بن مُحَمَّد المسندي، وَهِشَام الدستوَائي عَن معمر بن رَاشد عَن مُحَمَّد بن مُسلم الزُّهْرِيّ عَن عبيد الله بن عبد الله بن عتبَة بن مَسْعُود عَن أبي هُرَيْرَة.

وَأخرجه مُسلم فِي الطِّبّ عَن عبد بن حميد وَمضى الْكَلَام فِيهِ الْآن. قَوْله: (قَالُوا) بِصِيغَة الْجمع رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة الْأَكْثَرين: قَالَ، بِالْإِفْرَادِ.

٥٧٥٦ - حدّثنا مُسْلِمُ بنُ إبْراهيمَ حدَّثنا هِشامٌ عنْ قَتادةَ عنْ أنَسٍ رَضِي الله عَنهُ عَن النبيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: لَا عَدْواى وَلَا طِيَرَةَ، ويُعْجِبُني الفأْلُ الصَّالِحُ: الكَلِمَةُ الحَسَنَةُ. (انْظُر الحَدِيث: ٥٧٥٦ طرفه فِي: ٥٧٧٦) .

مطابقته للتَّرْجَمَة فِي قَوْله: (ويعجبني الفأل) وَهِشَام هُوَ الدستوَائي كَمَا فِي الحَدِيث السَّابِق.

والْحَدِيث أخرجه أَبُو دَاوُد عَن مُسلم بن إِبْرَاهِيم شيخ البُخَارِيّ أَيْضا فِي الطِّبّ. وَأخرجه التِّرْمِذِيّ فِي السّير عَن مُحَمَّد بن بشار.

قَوْله: (الْكَلِمَة الْحَسَنَة) بَيَان لقَوْله: (الفأل الصَّالح) وَكَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يسْتَحبّ الِاسْم الْحسن والفأل الصَّالح، وَقد جعل الله فِي النّظر محبَّة ذَلِك كَمَا جعل فيهم الارتياح بالمنظر

<<  <  ج: ص:  >  >>