للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مُخْتَصرا نَحوه، وَقد مضى فِي الْأَشْخَاص عَن مُوسَى بن وهيب، وَفِي التَّفْسِير وَفِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء وَفِي التَّوْحِيد على مَا سَيَجِيءُ عَن مُحَمَّد بن يُوسُف. وَأخرجه مُسلم فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء عَن أبي بكر بن أبي شيبَة وَغَيره، وَأخرجه هُنَا عَن أبي نعيم الْفضل بن دُكَيْن عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن عَمْرو بن يحيى بن عمَارَة بن أبي الْحسن الْمَازِني الْأنْصَارِيّ الْمدنِي عَن أَبِيه يحيى عَن أبي سعيد سعد بن مَالك سِنَان الْخُدْرِيّ.

قَوْله: لَا تخَيرُوا أَي: لَا تَقولُوا بَعضهم خير من بعض، فَإِن قلت: سيدنَا مُحَمَّد أفضلهم لِأَنَّهُ قَالَ: أَنا سيد ولد آدم؟ . قلت: قَالَ ذَلِك تواضعاً، أَو يُقَال: قَالَ ذَلِك قبل علمه بِأَنَّهُ أفضل، وَقيل: مَعْنَاهُ لَا تخَيرُوا بِحَيْثُ يلْزم نقص على الآخر، أَو بِحَيْثُ يُؤَدِّي إِلَى الْخُصُومَة.

٦٩١٧ - حدّثنا مُحَمَّدٌ بنُ يُوسُفَ، حدّثنا سُفْيانُ، عنْ عَمْرِو بنِ يَحْياى المازِنِي، عنْ أبِيهِ، عنْ أبي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: جاءَ رجُلٌ مِنَ اليَهُودِ إِلَى النبيِّ قَدْ لُطِمَ وجْهُهُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إنَّ رجُلاً مِنْ أصْحابِكَ، مِنَ الأنْصارِ، قَدْ لَطَمَ فِي وجْهي، قَالَ: ادْعُوهُ فَدَعَوْهُ قَالَ: لِمَ لَطَمْتَ وجْهَهُ فَقَالَ: قَالَ: يَا رسولَ الله إنِّي مَرَرْتُ باليَهُودِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: والّذي اصْطفَى مُوسَى عَلى البَشَرِ، قَالَ: قُلْتُ: وعَلى مُحَمَّدٍ قَالَ: فأخَذَتْني غَضْبَةٌ فَلَطَمْتُه، قَالَ: لَا تُخَيِّرُوني مِنْ بَيْنَ الأنْبِياءِ، فإنَّ النّاسَ يَصْعَقُونَ يَوْمَ القِيامَةِ، فأكُونُ أوَّلَ مَنْ يُفِيقُ، فإذَا أَنا بِمُوسَى آخِذٌ بِقائِمَةٍ مِنْ قَوَائِمِ العَرْش، فَلَا أدْرِي أفاقَ قَبْلِي أمْ جُزِيَ بِصَعْقَةِ الطُّورِ.

هَذَا طَرِيق آخر فِي حَدِيث أبي سعيد بأتم من الطَّرِيق الأول الَّذِي أوردهُ مُخْتَصرا. وَقد ذكرنَا الْمَوَاضِع الَّتِي مضى فِيهَا.

قَوْله: جَاءَ رجل قَوْله: قد لطم على صِيغَة الْمَجْهُول، وَهِي جملَة حَالية. قَوْله: إِن رجلا قَوْله: لم لطمت وَجهه؟ ويروى: ألطمت؟ بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام. قَوْله: قَالَ: قلت: وعَلى مُحَمَّد ويروى: فَقلت أَعلَى مُحَمَّد؟ بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام. قَوْله: لَا تخيروني قد مر تَفْسِيره الْآن قَوْله: يصعقون من صعق إِذا غشي عَلَيْهِ من الْفَزع وَنَحْوه. قَوْله: فَإِذا أَنا كلمة إِذا للمفاجأة. قَوْله: بآخذ اسْم فَاعل من أَخذ قَوْله: بقائمة هِيَ كالعمود للعرش. وَفِيه أَن الْعَرْش جسم وَأَنه لَيْسَ بِعلم، كَمَا قَالَ سعيد بن جُبَير، لِأَن الْقَائِمَة لَا تكون إلَاّ جسماً قَوْله: فَلَا أَدْرِي أَفَاق قبلي قد مر فِي كتاب الْخُصُومَات: لَا أَدْرِي أَفَاق قبلي أَو كَانَ مِمَّن اسْتثْنى الله أَي: فِي قَوْله تَعَالَى: {وَنفخ فِي الصُّور فَصعِقَ من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله ثمَّ نفخ فِيهِ أُخرى فَإِذا هم قيام ينظرُونَ} والتلفيق بَينهمَا أَن الْمُسْتَثْنى قد يكون نفس مُوسَى، عَلَيْهِ السَّلَام، وَلَا أَدْرِي. أَي: هَذِه الثَّلَاثَة: الْإِفَاقَة أَو الِاسْتِثْنَاء أَو المجازاة. كَانَ. قَوْله: جزي بِضَم الْجِيم وَكسر الزَّاي، هَذِه رِوَايَة الْكشميهني، وَفِي رِوَايَة غَيره: جوزي، بِالْوَاو بعد الْجِيم. قَالَ بَعضهم: هُوَ أولى. قلت: لم يقم دَلِيل على الأولولية. وَقَالَ الْجَوْهَرِي: جزيته بِمَا صنع، وجازيته بِمَعْنى فَلَا تفَاوت بَينهمَا.

(كتاب اسْتِتابَةِ المُرْتِّدينَ والمُعانِدينَ وقِتالِهِمْ)

أَي: هَذَا كتاب فِي بَيَان اسْتِتَابَة الْمُرْتَدين أَي: الجائرين عَن الْقَصْد الباغين الَّذين يردون الْحق مَعَ الْعلم بِهِ، كَذَا فِي رِوَايَة الْفربرِي، وَسقط لفظ: كتاب، فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي، وَفِي رِوَايَة النَّسَفِيّ: كتاب الْمُرْتَدين، ثمَّ ذكر التَّسْمِيَة، ثمَّ قَالَ: بَاب اسْتِتَابَة الْمُرْتَدين والمعاندين وإثم من أشرك ... الخ. قَوْله: والمعاندين كَذَا فِي رِوَايَة الْأَكْثَرين بالنُّون، وَفِي رِوَايَة الْجِرْجَانِيّ بِالْهَاءِ، بدل النُّون.

<<  <  ج: ص:  >  >>